محنة سوريا تفوق التوقعات ... أعطونا ثرواتنا ونحن نبنيها ..
بعد 12 سنة على الأزمة النفسية والمادية والاجتماعية التي عانى منها الشعب السوري بكل مكوناته، لم يلتفت الغرب إلى هذه المعاناة ، ومنهم من ركب موجة المعاناة وعمل على زيادتها من خلال حرمان الشعب السوري من ثروته من النفط والفوسفات والغاز والمياه، وبعد الزلزال المدمر اكتشف الغرب والعرب والعالم أجمع أن هذا الشعب المنهك من الحرب والحصار وغضب الطبيعة من تحت الأرض وفوقها أن محنته تفوق التوقعات.
نعم يا سادة محنة الشعب السوري تفوق التوقعات بكثير، وما عاناه هذا الشعب لم يسجل في التاريخ أبداُ، أن هناك من لديه ثروات تكفيه وممنوع استثمارها، ومن لديه معامل الأدوية ويصدرها إلى دول العالم ممنوع عليه حبة الدواء، إما بسبب الغلاء أو عدم توفر المواد الأولية, ومن أنعم الله عليه بمناخ يستثمره بدورة زراعية تكفيه من خضار وفواكه من ألذ الأطعمة والوجبات ممنوع عليه الأكل إما بسبب الغلاء أو بسبب الحاجة للتصدير أوارتفاع كلف الإنتاج بسبب المحروقات.
ومن أنعم الله عليه بصناعيين مهرة يأتون بمعدات ويعدلون عليها بلمسات إبداعية ويصدرونها حرموا من هذه المهنة بسبب ارتفاع كلف الإنتاج وللحفاظ على العملة الصعبة في البلد، ولو أن هذه المهنة تدر العملات بجميع أنواعها، لكن للأسف ممنوعة والسبب سرقة ثرواتنا النفطية والفكرية والمهنية.
ومن أنعم الله عليه بالقمح القاسي الذي نصدره ومرغوب في كل دول العالم مع الفريكة التي كانت تصل إلى أقاصي الكرة الأرضية اليوم يمنع من تصديرها، كوننا بحاجة إلى كل حبة قمح ، وفي كل عام نزرع أكثر من مليون هكتار من الأراضي، ولا نحصد ربع الإنتاج المتوقع بسبب غياب المحروقات، وعدم تقديم الرّيات للسقاية في الأوقات المناسبة، وعدم توفر السماد، وارتفاع كلف الإنتاج والحراثة وغيرها.
ومن أنعم الله عليه بكوادر بشرية لا مثيل لها , حيث تصدّر سورية أفضل الأطباء وخيرة المهندسين وأحسن الطباخين وأمهر الحرفيين وأفضل الحلاقين والصناعيين نعاني اليوم من عدم توفر الخبرات كون البلد دخلت في نفق عميق ولا يمكن للشباب أن يعودوا في هذه الظروف ولا بد من تحسين المحروقات والكهرباء والخدمات لعودتهم.
ومن أنعم الله عليه بأننا كنا نشارك في خط الكهرباء العربي ونبيع للدول المجاورة الكهرباء والغاز والنفط, اليوم غالبية الشعب السوري يعيش على ضوء الليد الخافت، وحتى لو اشترى مدخرات باستطاعة كبيرة بعد فترة يحتاج إلى ملايين الليرات لتغييرها، والغالبية غير متوفرة لديهم هذه الليرات.
محنة سوريا كما فاق الغرب مؤخراً عليها بنتيجة الزلزال المدمر والصراخ الكبير لمئات الجثث تحت الأنقاض في أنحاء سوريا.
نحن كسوريين نقول لهذا الغرب كلمتين فقط "أعطونا ثروتنا ونحن نبني بلدنا" اخرجوا المحتل من أرضنا ونحن نسوّرها بالفسق والتفاح والحمضيات، اتركوا لنا ثروتنا و أعيدوا لنا الكهرباء وشبابنا ونحن سنفرش موائدكم بما لذ وطاب من فواكه وخضروات، وسنعمر أفضل المدن والأبراج والمولات، اتركوا لنا طريق البحر لاستيراد قطع الغيار وسنعود إلى تصنيع السيارات والآليات وغيرها، أعيدوا لنا مياه الفرات وسنعيد تصدير القمح والفريكة، صحيح محنتنا تفوق التوقعات لكن إصرارنا وعزيمتنا على بناء بلدنا يفوق الخيال.
الساعة ٢٥:طلال ماضي