مخالفات الإشغال على "عين" مجلس مدينة السويداء
الساعة25- ندى بكري:
ساحة (السير) المكان الذي يتوسط تقريباً مدينة السويداء، والذي يشهد بكثافة وجود مخالفات إشغال الأماكن العامة، حيث يحتاج المارّون في نطاقه إلى المسير بخط متعرج يميناً ويساراً لتفادي الاصطدام ببضاعة يعرضها أصحابها على الرصيف، وقد يجد زوار الساحة أنفسهم مجبرين على العبور بين أكشاك وعربات متنقلة استولت على ما كان يسمى فيما مضى شارعاً، فقرر أصحابها إعلان ملكيتهم المطلقة عليه لدرجة أن أحدهم قام ببناء كشك في حرم الشارع معبداً مملكته الجديدة تلك بأرضية من السيراميك.
في الحقيقة إن هذا النوع من المخالفات منتشر بكثرة في المحافظة بشكل عام وفي مدينة السويداء بشكل خاص و"على عينك يا تاجر" لكن خصوصية طرحنا لساحة (السير) كمثال جاءت من كون بناء مجلس مدينة السويداء يطل عليها في حين من المفترض أن يكون القائمون عليه هم المسؤولون عن عدم حدوث مخالفات الإشغال!.
رئيس مجلس مدينة السويداء المهندس بشار الأشقر خصَّ موقع الساعة 25 بتوضيح جاء فيه أن هناك اتجاه جاد نحو معالجة هذه التجاوزات ضمن نطاق فترة زمنية اكتفى بوصفها بالقصيرة وأن هذه المعالجة ستتم بالاتفاق مع عدة جهات معنية بالموضوع هي المحافظة وشرطة المدينة والجهات الأمنية المختصة، مضيفاً أنه تم تجهيز وتخديم سوق للخضار والفواكه في المنطقة الواقعة تحت جسر الرئيس، إضافةً إلى العمل على إعادة سوق الهال الواقع غرب مدينة السويداء إلى الخدمة حيث سيكون قيد الاستثمار نهاية العام المقبل ما يعني انتقال باعة الجملة ونصف الجملة إلى المحاضر ضمن هذا السوق، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيف ضغط الازدحام داخل المدينة.
وفيما يتعلق بآلية الرقابة أكد المهندس بشار أن دوريات شرطة المدينة تقوم بمهامها الرقابية، وتم الشهر الماضي تكليف لجنة الإشغالات في مجلس المدينة بإجراء دوريات وإنذار أصحاب المحلات المتسببين بالإشغالات لإزالة المخالفة تحت طائلة الغرامة المالية والإغلاق بالشمع الأحمر، وسُجِّل إغلاق 4 محلات.
بينما كان الحوار بلغةٍ بسيطة مشبعةٍ بالمعاناة في الشارع، حيث قال أحد أصحاب المحلات -فضّل عدم ذكر اسمه-: إنه مجبر على إخراج بضاعته وعرضها أمام محله رغم أن مساحته كبيرة والسبب أنه يخشى من استملاك الباعة الجوالين للرصيف أمام محله.
ومن ناحيةٍ أخرى كانت الغيرة وقطع الرزق هما ما دفعتا صاحب محل آخر رفض ذكر اسمه لعرض بضاعته في حرم الشارع على حد قوله، معتبراً أن له الحق باستخدام حرم الشارع أسوةً بباقي أصحاب المحال في الشارع.
وأثناء تجوالنا ولحسن حظنا وسوء حظ سائق دراجة نارية أن شهدنا تعثر دراجته ببضاعة عُرضت في حرم الشارع فسقط ودراجته أرضاً على بعد أقل من 30 سم من عجلة إحدى سيارات الأجرة العابرة، لكن الرجل سرعان ما نهض مظهراً انزعاجه مكتفياً بالرد على تهاني السلامة التي انهالت عليه، رافضاً الخوض بالحديث معنا حول الموضوع، والغريب أن صاحب البضاعة لم يخرج من محله ليعرف مصدر الجلبة أمامه، لربما لم يسمعها أو لم يعد يكترث لها لكثرة تكراراها يومياً!!