معبر نصيب الحدودي يخالف التوقعات ويتسبب بارتفاع الأسعار
الساعة 25- سهيل حاطوم
أقل من شهرين فقط على افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن كانت كفيلة بخفض منسوب التفاؤل بتعافي الاقتصاد المحلي وأحبطت كل الآمال التي علقها عليه الكثيرون بانتعاش مختلف القطاعات الإنتاجية.
فما شهدته الأسابيع القليلة الماضية خالف كل التوقعات, حيث لم تنخفض أسعار المنتجات الغذائية والخضراوات والفواكه بل على العكس ارتفعت وبشكلٍ غير مسبوق حيث ارتفع سعر الكيلو الواحد من مادة البطاطا إلى 350 ليرة بعد أن كان يباع بسعر 150 ليرة نتيجة قلة العرض بعد فتح معبر نصيب وتصدير كميات كبيرة من خلاله على حساب السوق المحلية واحتياجاتها، علماً أن كيلو البطاطا كان يباع في الفترة نفسها من العام الماضي بـ 60 ليرة.
ولم يسهم افتتاح المعبر كما كان متوقعاً في تحسين قيمة سعر صرف الليرة السورية بل ترافق مع تدهورها وبالتالي لم يحقق عوائد اقتصادية واجتماعية مهمة كما كان معولاً عليه، ليتبين للجميع أن المستفيد الأكبر هو الأردن والمواطن الأردني على حساب المواطن السوري الذي اكتوى من نيران الغلاء وارتفاع الأسعار.
فالمعبر الذي يفترض أن تستفيد الخزينة العامة من عائداته الناتجة عن مرور الشاحنات عبر الأراضي السورية بهدف التصدير وتدفق العملة الصعبة إلى البلاد نتيجة مرور الأشخاص القادمين لسورية أو إلى لبنان عبره, شكّل مفاجأةً للكثيرين الذين علقوا آمالاً كبيرة عليه بعد انتظار دام لأكثر من ثلاث سنوات عانى خلالها المنتج الزراعي السوري من ارتفاع تكاليف التصدير عبر البحر والجو.
وبحسب نقيب المقاولين بمحافظة السويداء /عامر حمزة/ فإن الآمال كانت كبيرة لجهة دخول الشاحنات المحملة بمواد البناء عبره للمساهمة في إعادة الإعمار إلا أن هذا الأمر لم يحصل على حد علمه ما أبقى تلك المواد من إسمنت وحديد وسواها مرتفعة بل ارتفع سعرها أكثر مما كانت عليه, مضيفاً "لم نلمس أي تحسن يذكر في هذا المجال".
بدوره الباحث الاقتصادي الدكتور /حيان سلمان/ أوضح أن لا علاقة لفتح معبر نصيب الحدودي بسعر الصرف مبيناً أن هذه القضية مرتبطة بالحصار الاقتصادي على سورية جراء الحرب وما تتكبده الدولة من نفقات لمواجهتها, حيث أن تذبذب سعر الصرف جاء نتيجة لزيادة الطلب على العملة الصعبة لشراء مستلزمات الإعمار وهي معظمها مستوردة خاصة بعد أن دخلت البلاد في مرحلة إعادة الإعمار والبناء وبالتالي زاد الطلب على الدولار فارتفع سعر صرفه أمام الليرة.
وفيما يتعلق بارتفاع أسعار مادة البطاطا على وجه التحديد, بيّن /سلمان/ أن وزارة الاقتصاد اتخذت مؤخراً قراراً بوقف تصديرها في ظل قلة المعروض على مبدأ "أن تصل متأخر خير من ألا تصل".
يشار إلى أن قيمة المبادلات التجارية عبر المعبر تصل إلى نحو ملياري دولار سنوياً بحسب البيانات الرسمية فيما بلغت قيمة الصادرات السورية عبره في عام 2010 إلى / 1100/ مليون طن والمستوردات نحو / 1141/ مليون طن.