مكب مدينة السويداء في عهدة متعهد.. فهل سيغادر شبح التلوث إلى غير رجعة؟؟
الساعة_25:طلال الكفيري
بالرغم من مضي نحو أكثر من شهر على توقيع عقد تأجير مكب نفايات مدينة السويداء لأحد المتعهدين إلا أنه من الملاحظ أن دخان هذا المكب مازالت تشكل هاجساً مقلقا لأهالي قرية كناكر وبعض سكان مدينة السويداء جراء استمرار عمليات الحرق من قبل ما يسمون / النبيشة/ .
هذا الواقع المتردي دفع بالأهالي لطرح العديد من التساؤلات.. هل تعهيد المكب سينهي المشكلة البيئية الملازمة لهم منذ عشرات السنين أم أن المشكلة ستبقى ما بقي مركز المعالجة المتكامل للنفايات الصلبة الذي بوشر به منذ حوالي/٨/ سنوات في بلدة عريقة خارج دائرة الاستثمار؟؟ علما أنه ومع بداية توقيع العقد ما بين مجلس مدينة السويداء والمتعهد تفاءل الأهالي خيراً ولاسيما بعد أن تأملوا بأن معاناتهم مع مكب النفايات والتي ولدت منذ أكثر من ثلاثين عاماً قد أصبحت في طريقها إلى الحل ولاسيما بعد أن بات في عهدة أحد المتعهدين.
مصدر في مجلس مدينة السويداء أشارإلى أنه تم خلال شهر آب الماضي توقيع عقد إيجار مع أحد المتعهدين لإقامة مركز معالجة وتدوير وفرز النفايات الصلبة ضمن مكب مدينة السويداء وببدل إيجار سنوي مقداره ٢٠٠ ألف ليرة, وهنا قد يتساءل البعض هل يعقل أن يؤجر هذا المكب بهذا السعر الزهيد ؟!!نقول نعم لكون المكب كان وما زال بؤرة لتلويث البيئة. وأضاف المصدر بأن المباشرة بالعمل ضمن هذا المكب ستبصر النور خلال أيام قليلة والتأخير بالمباشرة ناتج عن استلام وتسليم موجودات الغرف الكائنة في المكب , لافتاً إلى أن كمية النفايات المطروحة يومياً في مكب مدينة السويداء تبلغ حوالي ٢٦٠طناً, وهذا المكب شكّل على مدى سنوات طويلة مشكلة بيئية لقرى كناكر ورساس وعرى إضافة إلى مدينة السويداء جراء أعمال الحرق التي تتم من قبل النبيشة .
وبيّن المصدر أن تأجير المكب حصل على كافة الموافقات اللازمة وهذا سيكون له انعكاس إيجابي على البيئة, علماً والكلام لنا هذه المرة أنه سبق لدائرة النفايات الصلبة وأن قامت بتأهيل المكب من خلال إحداث خليتي طمر على أرضه بغية التخلص من الرمي العشوائي وعمليات الحرق إلا أن أعمال التأهيل هذه لم تكن إلا هدراً للمال العام ولاسيما إن علمنا وبحسب الواقع المزري المحيق بالمكب أن الرمي العشوائي للنفايات كان وما زال اللغة المعمول بها وذلك جراء عدم التزام سائقي الجرارات برمي هذه النفايات ضمن هاتين الخليتين وتالياً قيامهم برمي هذه القمامة على الطريق الواصل الى المكب ما أدى إلى تجمع النفايات على شكل تلال وتالياً قيام “النبيشة” بحرقها، الأمر الذي ألحق ضرراً بيئياً بأهالي قرية كناكر نتيجة للسحب الدخانية المنطلقة من هذا المكب على مدار الـ 24 ساعة.
واليوم بعد أن بات مكب مدينة السويداء في عهدة المتعهد فهل شبح التلوث البيئي سيغادر إلى غير رجعة؟؟؟؟