2018 Dec 08

من رحم المعاناة .. "دائرة العلاقات المسكونية والتنمية" ترسم قصص نجاح

الساعة25- لينا الخطيب:

بعد نزوحها من مناطق الحرب إلى السويداء حيث خسرت بيتها واستشهد أخويها وتطلقت من زوجها، قررت إيناس مطر أن تتحدى ظروفها وأن تقول للمجتمع أن المرأة المطلقة ليست حرفاً ناقصاً وأنها قادرة على النجاح.

بكل إصرار وتحدي انطلقت إيناس من خبرتها البسيطة في مجال الخياطة وقررت البدء بمشروعها الخاص، فبدأت تعمل على ماكينة خياطة يدوية بتدوير الملابس، بعدها التحقت بدورة تصميم وخياطة في برنامج التدريب المهني الذي تقدمه بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس - دائرة العلاقات المسكونية والتنمية، ثم ترشحت لدورة إدارة الأعمال في نفس المكان واكتسبت خبرة التعامل مع السوق وكيفية التعامل مع الحسابات والأرباح وطرق التسويق لأعمالها.

تعتبر تجربة دائرة العلاقات المسكونية والتنمية من التجارب المهمة والناجحة في طريقة دعم المشاريع الصغيرة في السويداء، حيث اعتمدت مبدأ "لا تعطني السمكة بل علمني كيف أصطاد".

عن تفاصيل البرنامج بالشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حدثنا منسق مشروع برنامج منح المشاريع الصغيرة في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في السويداء معين أبو عاصي: " قدمت دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في السويداء منح لحوالي 53 مشروعاً منذ عام 2014 إلى نهاية هذه السنة للأخوة الوافدين والمتضررين من الأزمة، توزعت المشاريع في السويداء وريفها"

ويضيف "بالنسبة للمنح فهي لا تعطى لأي متقدم إلا بعد مقابلته وتحديد مدى احتياجه ومدى استعداده الشخصي وقدرته وإصراره على افتتاح مشروعه، بعدها يتم ترشيح مجموعة من الأشخاص لدورة إدارة الأعمال لتعلم كيفية إدارة المشروع والترويج له وأصول المحاسبة والتسويق وكتابة الجدوى الاقتصادية، ثم يقدم كل شخص دراسة جدوى اقتصادية خاصة بمشروعه بعد دراسة السوق بحيث يثبت أن مشروعه ناجح، عندها نقدم المنحة المادية وهي شراء كافة التجهيزات والمواد المطلوبة لقيام المشروع، وطبعاً نؤكد على أنها منحة وليست قرضاً، ومن الجدير ذكره أن كل المشاريع المنفذة تقريباً هي قصص نجاح قائمة إلى هذه اللحظة تنتج وتتطور وتوفر فرص عمل للآخرين".

أن يتحول الشخص من إنسان محتاج وضعيف، فاقد لكل شيء، يحتاج المساعدة، إلى رب عمل يمتلك بيته ومشروعه ويقدم خبرته وتجربته للآخرين هو حقاً أمر يجب الوقوف عنده والتعلم منه، ومن يدعمه في الوصول إلى هذا المكان يستحق أن يكون قدوةً يحتذى بها وهو ما يقوم به برنامج المنح هذا.

خاص