2018 Nov 21

مواطن من السويداء يحول منزله إلى متحف تراثي

الساعة 25 - سانا:

ينسج حمد العشعوش بمقتنيات متحفه التراثي ومعروضاته الكثير من ملامح حياة الآباء والأجداد في منطقة جبل العرب جاعلاً منه شاهداً على أسلوب معيشتهم وارثهم وعاداتهم وتقاليدهم يحكي قصص كدهم وكفاحهم وما تحمله من غنى وعمق حضاري.

العشعوش الذي حول منزله الكائن في مدينة السويداء إلى متحف يوضح أن حبه للأدوات القديمة التي استخدمها الأجداد في حياتهم اليومية كان نواة حقيقية لإعادة إحياء هذا الموروث الشعبي ورصد طبيعة حياة الناس وكيفية معيشتهم وتطور الإنسان وتكيفه مع البيئة التي طوعها لخدمته ليسهم في إثراء الحركة السياحية الوافدة إلى المدينة والمهتمة بتراث المنطقة الزاخر بالتنوع.

العشعوش الرجل الستيني يعمل كما يبين منذ أكثر من عشرين عاما في جمع المقتنيات الأثرية إلى جانب عمله في تجارة مواد البناء مبيناً أنه جاب قرى محافظة السويداء لجمع هذه المقتنيات وشرائها مهما كان ثمنها بهدف الحفاظ عليها وإبرازها.

وحاول العشعوش أن يجمع في متحفه الصغير كل ما استخدمه الأجداد من مقتنيات تراثية وغيرها من أجراس وجرار فخارية وعملات نقدية وصناديق وقطع أثرية تختلف بقيمتها وعمرها الزمني الذي يعود إلى مئات السنين إضافة إلى الأواني النحاسية والفضية بكل الأشكال والأحجام كالقدور والمناسف والصواني ومصبات القهوة والجرن والهاون وأدوات الزراعة والحصاد كالمنجل والشاعوب والرحى والجاروش المستخدم لطحن القمح والمنسوجات اليدوية كالبسط والسجاد المزينة بالرسومات بشكل فني متقن تدل على إبداع صانعيه إضافة إلى صور قديمة لمدينة السويداء.

متحف العشعوش لم يقتصر على جمع المقتنيات التراثية كما يضيف بل شكل أيضاً ملتقى يجتمع فيه كبار الفنانين المهتمين بالتراث الشعبي فضلاً عن كونه يستقطب الزوار من داخل سورية وخارجها للاطلاع على محتوياته.

وعن القيمة التراثية لمقتنيات متحفه يلفت العشعوش إلى أن قيمتها تنطلق من عمرها الزمني الذي تجاوز لبعض القطع مئات السنين تعكس ثقافة الإنسان وإبداعه في ابتكار كل ما كان يحتاجه مؤكداً أهمية الحفاظ عليه وتوثيقه مع طموحه بجمع المزيد من المقتنيات.