نقص في دور رعاية المسنين ونداء عالمي لوقف سوء المعاملة
الساعة 25 - لينا الخطيب:
في رحلة بحثنا عن ذاتنا وأثناء انشغالنا في صخب الحياة والعمل والبحث عن المال نسينا من رسم لنا طريقنا وبنى بيوتنا وصنع حضارتنا، تركناهم وحيدين في رحلة نهاية العمر يصارعون المرض والضعف والعجز.
هم ينتظرون سؤالاً.. نظرة حب وإهتمام.. ولمسة يد حنونة.. وجلسة "دردشة" عن ماض كانوا به أقوياء وذكريات زمن جميل يرفضون نسيانها فيكررونها على مسامعنا.
يصادف اليوم 15 حزيران "اليوم العالمي للتوعية بسوء معاملة المسنين" وهي قضية اجتماعية عالمية وظاهرة لا تزال إلى اليوم مسكوت عنها في مجتمعاتنا ويتم التساهل بها وتجاهلها .
لكن البيانات تتراكم حالياً وتشير إلى أنّ إساءة معاملة المسنين باتت من المشكلات الاجتماعية الخطيرة،ولذلك يعتبر هذا اليوم الفرصة السنوية لرفع الصوت عالياً ضد سوء معاملة المسنين.
ومن أشكال الإساءة ( الإساءة النفسية أو العاطفية أو البدنية أو الإهمال والهجر وعدم توفير المأكل والمسكن والرعاية الطبية إضافة إلى الاستغلال المادي والاعتداء الجنسي).
وحسب الدراسات العالمية فان كبار السن يتعرضون لسوء المعاملة من قبل أفراد الأسرة بالدرجة الأولى ثم في المؤسسات العامة من قبل مقدمي الرعاية الصحية والاجتماعية .
عالمياً من المتوقع أن تشهد جميع بلدان العالم زيادة كبيرة في أعداد المسنين والمسنات، وفي سوريا تُقدر نسبة كبار السن ممن تجاوز عمرهم الـ60 عاماً، بأكثر من 6 % من تعداد السكان السوريين ، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 10 بالمئة في عام 2025، وفقاً لتقرير سابق عن "الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان".
ومن الواضح أنه خلال سنوات الأزمة في سوريا، لم يتم العمل على الرعاية والاهتمام بصحة المسنين كما ينبغي، اذ نلاحظ زيادة عدد المتسولين من كبار السن أو لجوئهم لممارسة أعمال لا تتناسب من وضعهم الصحي.
وتعاني سورية عموماً من قلة واضحة في دور الرعاية ، ولاسيما في المحافظات، في دمشق لا يوجد سوى دار حكومية واحدة لإقامة المسنين وهي دار الكرامة إضافة إلى 24 جمعية أهلية مختصة برعاية المسنين وتأمين الخدمات لهم.
أما في السويداء فليس هناك سوى دار الرعاية الاجتماعية التي تستقبل المسنين الذين لا مأوى لهم ولا معيل والقادرين على إعالة أنفسهم نوعاً ما وفيها حالياً ما يقارب 20 سيدة مسنة و 8 رجال حسب مدير الدار السيد مفيد عامر وقريباً سيتم افتتاح قسم خاص مأجور لاستقبال المسنين .
أيضاً لدينا جمعية رعاية المسنين التي تقوم بتقديم المساعدات المادية والطبية وسلل غذائية للمحتاجين من كبار السن دون وجود مكان خاص بالجمعية لإيواء المسنين وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة التي تعتمد على الهبات والتبرعات وحالياً يتم العمل على بناء مركز لرعاية للمسنين مأجور في مدينة شهبا .
ويوضح الأستاذ تيسير العباس أمين سر جمعية رعاية المسنين في السويداء أن الجمعية تقدم بعض المساعدات ولكنها غير كافية فالمسنين بحاجة إلى دور رعاية يتلقون فيها الخدمات الطبية والعلاجية ولذا يقترح وبدلاً من وضع مبالغ مالية كبيرة لبناء الكتل الاسمنتية وتجهيز أمكان خاصة بالمسنين أن يخصص في كل مستشفى "كمشفى صلخد وسالة" غرفة أو اثنتين لاستقبال المسنين وإيوائهم حيث الكادر الطبي موجود ويتلقون الرعاية الصحية مباشرة نظراً لعدم وجود ضغط كبير على هذه المشافي.
الشيخوخة هي أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلى رعاية من جميع النواحي لذا لابد من تظافر الجهود لحماية هذه المرحلة من الإساءة كي يمر ما تبقى من العمر بسلام ونتذكر دائماً أنهم كانوا شباب الأمس وأننا سنكون مسني الغد.