2019 Jul 21

هجرة الأطباء السوريين … بين ظروف الحرب ومغريات الغرب

الساعة 25- أسامة ياسين:

تميزوا وتفوقوا وتابعوا دراستهم ذات الهدف الانساني ليكونوا أطباء المستقبل ورسموا أحلامهم في بلدهم لكن الحرب كان لها كلام آخر..

رغم الحديث بكثرة عن هجرة الأطباء السوريين مازالت الأرقام التي تقدمها نقابة الأطباء تختلف عن الأرقام الموجودة على أرض الواقع، فقد تراجع عدد الكادر الطبي في سورية ابتداءً من عام 2011 وخسرت سورية الكثير من الأطباء والممرضين والفنيين ذوي الخبرة نتيجة الهجرة أو الوفاة في مكان العمل بسبب الحرب .

 الدكتور / كمال عامر / نقيب أطباء السويداء قال في حديث للساعة 25  : "إن عدد الأطباء المسجلين في النقابة 900 طبيب لكن المتواجدين على أرض الواقع 500 طبيب فقط وهذا العدد المتواجد حالياً في المحافظة مقبول ضمن النسب العالمية لكننا نعاني من نقص في بعض الاختصاصات،  وللهجرة دور أساسي في هذا النقص".

وحول أسباب هجرة الأطباء يضيف/ عامر/ : "كان للوضع الأمني الدور الكبير في زيادة هذه الظاهرة إضافة إلى الرغبة في التحصيل العلمي وكسب الخبرة وتحسين الوضع المادي حيث قدمت بعض الدول تسهيلات كبيرة للأطباء السوريين لتستفيد من خبراتهم وعلمهم ".

وقد استقطبت الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا الأطباء السوريين بمختلف اختصاصاتهم وأمام المغريات المقدمة للطبيب وفي ظل الحرب وغلاء الأسعار وظروف العمل القاسية وسعياً لحياة أفضل سافر الكثير من الأطباء ولايزال البعض الآخر يحاول جاهداً.

وحول الظروف التي تدفع الأطباء للهجرة قال طبيب يختص حالياً في مشفى الأسد الجامعي رفض  ذكر اسمه" يصل عدد ساعات دوام الطبيب إلى 130 ساعة في الاسبوع وهو دوام مجهد يتضمن التعامل مع مرضى بحالات حرجة ومقابل ذلك يتقاضى الطبيب المقيم راتباً لا يتجاوز 35 ألف ليرة إضافة إلى أن الأطباء المقيمين والعسكريين ممنوعين من ممارسة أي عمل إضافي و”عايشين” على الراتب ويدفعون رسوم سنوية كبيرة".

وتابع: "أما الطبيب المتزوج فيحتاج إلى ثلاثة أضعاف هذا الراتب ليضمن الحد الأدنى من الحاجات الأساسية، خاصة أن الغالبية مهجرون وبحاجة لاستئجار بيت بسعر لا يقل عن 45 ألف ليرة شهرياً".

و بحسب المجلة الطبية الألمانية ( ärzte blatt ) التابعة لنقابة الأطباء الألمان يتراوح راتب طالب الاختصاص بين الـ 1800 والـ 2400 يورو بعد خصم الضرائب ويتضمن العمل مناوبات إلزامية، أما أي مناوبة إضافية يقوم بها الطبيب يتراوح سعرها بين 60 إلى 200 يورو حسب التوقيت والتاريخ وحسب المشفى الذي يُجري فيه الاختصاص.

وفي إحصائية نشرتها المجلة على موقعها في العام 2015"عمل في ألمانيا عام 2013 أكثر من /31230 / طبيباً أجنبياً، بينهم /1236/ سوري، وقد تضاعف عدد الأطباء السوريين خلال السنوات التالية حسب المجلة.

وتعليقاً على هذا الموضوع أوضح نائب نقيب أطباء سورية الدكتور / منصور ناصر الدين/ بأن الأطباء هم الجنود المجهولون فقد استشهد العديد منهم وتعرض الكثير لإصابات بالغة أثناء تأدية واجبهم، كما تعرضوا للتهديد والخطف والقتل ومنهم من دمرت منازلهم وعياداتهم وأملاكهم مما اضطرهم للمغادرة .

وبين البقاء في أرضه ووطنه وبين الرحيل إلى ديار غريبة تقدم له الكثير من المغريات تبقى الكلمة الأخيرة للظروف.

خاص