هواتف أندرويد الرخيصة تشكل كابوساً للخصوصية
الساعة 25- تكنولوجيا:
في ظل القرن الحادي والعشرين، فإن المستخدم الذي لا يدفع المال على شراء هواتف متطورة فهو يدفع بواسطة بياناته الشخصية، إذ إن الخدمات المجانية نادراً ما تكون مجانية.
حيث تشكل الهواتف الذكية المنخفضة التكلفة العاملة بنظام أندرويد كوابيساً للخصوصية وتهيمن هذه الهواتف على السوق في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لتحليل أجرته مجموعة (Privacy International)، على هاتف يسمى (MYA2 MyPhone) يعمل بنظام أندرويد بقيمة 17 دولاراً يحتوي على مجموعة من مشكلات الخصوصية التي تجعل مالكه عرضة للقراصنة وشركات التكنولوجيا المتعطشة للبيانات، وقد تم إطلاقه في الفلبين خلال شهر ديسمبر 2017، مع نسخة قديمة من أندرويد تتضمن ثغرات أمنية معروفة لا يمكن تحديثها أو تصحيحها، كما يحتوي الجهاز على تطبيقات لا يمكن تحديثها أو حذفها، وتتضمن هذه التطبيقات ثغرات أمنية وخصوصية متعددة.
ويشكل تطبيق فيسبوك لايت Facebook Lite أحد تلك التطبيقات المثبتة مسبقاً والتي لا يمكن إزالتها، وهو يحصل على إذن افتراضي لتتبع كل مكان يذهب إليه صاحب الجهاز، مع تحميل جميع جهات الاتصال، وقراءة التقويم.
ويتشابه هذا الهاتف مع العديد من هواتف أندرويد الذكية المنخفضة التكلفة الأخرى العاملة بواسطة نسخ قديمة من النظام التشغيلي ولا يمكن تحديثها ، ويعني ذلك أن مستخدمي هذه النوعية من الهواتف يضحون بالخصوصية مقارنةً بمستخدمي الهواتف العاملة بواسطة النسخ الأحدث من أندرويد.
ويوضح مركز أبحاث الإعلانات العالمي (WARC) أن هناك ما يقرب من ملياري مستخدم لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت إلا عبر هواتفهم الذكية، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 3.7 مليار مستخدم بحلول عام 2025.
ولا تقتصر هذه المشكلة على المستخدمين في الاقتصادات النامية أو الدول ذات الناتج المحلي الإجمالي المنخفض، إذ لا يستطيع الأشخاص في المستويات الاقتصادية الأدنى تحمل تكلفة شراء أجهزة آيفون أو أندرويد الرائدة.
ونتيجة لذلك، فإن مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم ليس لديهم خيار سوى التضحية بخصوصياتهم وأمنهم إذا كانوا يرغبون في الوصول إلى الإنترنت، وهي ضرورة فعلية في عالم اليوم.