وحش البرد والمرض يفتك بالسوريين ..
الساعة 25:طلال ماضي
تسمع بعض القصص عن زيادة أعداد المرضى في المشافي العامة واكتظاظ أقسام العزل بالمصابين بوباء كورونا لدرجة أن هذه الأقسام تخرج في كل ساعةٍ أكثر من وفاة، والداخل إلى هذه الأقسام أكثر من الخارج منها، والطاسة ضائعة.. من لديه من يعتني به ويدفع الأموال يمكن أن يجد من يسمع لأنين ألمه، ومن لا يدفع يسمع المشفى صراخ وجعه، إن الوحش يفتك في أضلاعه، وملائكة الرحمة تخلّت عن الرحمة ولحقت اللحمة، كونها هي مسؤولة عن تربية وحماية أطفالها من وحش البرد الذي يفتك بهم، وعليها تأمين ما أمكن لاستمرار الحياة.
الجهات الحكومية الرسمية خفّضت عدد الإصابات بوباء كورونا من أكثر من 300 إلى أقل من 100 إصابة , علماً أن الإصابات في انتشار وتزايد خاصةً في السويداء وطرطوس، ووعدت معامل الأدوية برفع أسعار الأدوية بنسبة ليست قليلة، وهذا تسرّب إلى الصيادلة التي تقوم اليوم على بيع المكياجات أو أصناف دوائية قاربت على انتهاء صلاحيتها، وأي أدوية مطلوبة اليوم عليها القيمة عليك أن تنسى وتدفع " إدفع وفت من فئة الخمسة آلاف" .. أنت تحصل على الترياق الأصلي وليس التقليد، ادفع صديقي نحن أيضاً مجتمع الصيادلة لا حول ولا قوة، كانت فاتورة مندوب الأدوية 3 ملايين ليرة في الأسبوع أصبحت 7 ملايين ليرة، وعلينا جمعها مع مصروفنا والتضخم الحاصل من دفع الضرائب والرسوم واشتراكات الامبيرات، وعزلنا عن الدعم في مخصصات البنزين والسكر والرز من جيبتك أيها المسكين، ومهما تسلّح الصيدلي بالإنسانية فجميع المراجعين للصيدلية يوميا ًهم من كبار السن والمرضى المزمنين، ومن لديهم إعاقات وتجوز عليهم الحسنة، يمكن أن يسامح ب500 أو 1000 ليرة لكن للأسف رزقته على هؤلاء المرضى والدراويش .
الدراويش الذين فتك المرض بهم بدأ وحش البرد ينقضّ عليهم، والحرارة في أدنى درجاتها السنوية تستقبل المربعانية، وأنت وحظك يا بتربِّع يا بتقبِّع كون الحكومة تخلّت عنك وما وزعت مازوت وحتى من ناله الحظ لا تكفي لأسبوع، ومن لديه أطفال يحتار أين يدفّيهم حتى حضنه أصبح بارداً كون أمعائه خاوية، وإن امتلأت بالخبز الحاف وحشائش الأرض لن تقيمه في مواجهة عمالة 20 ساعة من أجل سد الرمق، وأجور ترقيع ملابس وتشبيك أحذية .
حكومتنا الغالية تجتمع في كل ثلاثاء، ويتبادل الوزراء أطراف الحديث والصور ويوزعون الابتسامات والحركات ويكتبون أمام الكاميرا على أساس أنهم مهتمون، ونحتفل بالبيان الختامي بأن الحكومة حريصة وشددت ونددت ودعت وسوف ولن تقبل وأكدت واستعرضت وبينت واعتبرت لكنها لم تقرر أن هذا الوحش الذي ينهش بأجساد الفقراء يجب قتله، وتخليص الشعب من الألم، وللأسف أن هذا الوحش يتم تثمينه من موائد الفقراء، فهو يكبر والفقراء تنحف وتتلاشى تشتهي الموت بعد أن أغلقت أبواب الهجرة ولن تجده .