وزارة التربية أشطر من أشطر تاجر.. أكثر من نصف مليار ليرة سورية قيمة رسوم الاعتراض على نتائج الامتحانات العامة !!..
لاقت عملية تصحيح الامتحانات لشهادتي التعليم الثانوية والاعدادية الماضيتين انتقادات واسعة وحالة من عدم القبول والرضا من الطلاب وأسرهم جراء كثرة الأخطاء، وزاد الطين بلة عملية تقديم الاعتراضات والفوضى في دوائر الامتحانات بالمحافظات، ما انعكس ذلك سلباً على نفسية الطلاب، لتأتي الدورة ( التكميلية) وتزيد في الطنبور نغماً..
حيث اشتكى العديد من طلاب الشهادتين من كثرة الأخطاء الموجودة لعملية تصحيح المواد، هذه الأخطاء بررتها وزارة التربية بأنها أخطاء تقنية لاأكثر ، فما كان من الطلاب المشككين بعمليات التصحيح إلا التقدم بالاعتراض لعدم قناعتهم بالعلامة ، حيث لم يخيب حدسهم بأن هذه العلامات التي نالوها خاطئة ،لتكشفه نتائج الاعتراضات لاحقاً حين تم تصحيح المواد مرة أخرى، لينالوا بالتالي العلامة التي يستحقوها وتقلب نتائجهم بالعلامات رأساً على عقب سواء بالمادة او بالمعدل ،، وكانت هذه الأخطاء على صعيد كل المحافظات.. وحسب البيانات تقدم في حلب ٦٠٠٠طالب معترض وهو أعلى رقم اعتراض سجلته دائرة الامتحانات في المحافظة في تاريخها، اللاذقية 5400 طلب ، السويداء 740 طلب ، دمشق 10 الف طلب، وريف دمشق 3500 ، القنيطرة 600 طلب وفي حمص 300 طلب ...
كما وصدرت نتائج اعتراضات الدورة التكميلية في الثانوية التي جاءت متأخرة بعد اكثر من شهر واكثر ، استفاد منها في حماة 147 طالب بتعديل علامته، وفي القنيطرة 21 طالب، بينما في درعا 178 طالب، وفي دمشق 380 طالب، وفي حلب استفاد 294 طالب، وفي الحسكة 185 طالب، وفي الرقة 82 طالب، واللاذقية ٢٥٠ طالب، ودير الزور 27 طالب، وطرطوس 182 طالب..
مديرية الامتحانات في وزارة التربية بررت كثرة الأخطاء لديها على أنها أخطاء تقنية لا اكثر، وحسب قولها لم يتم الاستعجال إطلاقاً بإصدار النتائج ،بعدها سمح للطالب تقديم اعتراضه وتصحيح المواد التي تستحق ،مشيرة إلى أن الاعتراضات بكل المحافظات بلغت 84 ألفاً استفاد منهم 896 طالب..
من جهة أخرى ، لن نتحدث عن مشهد الطوابير الطويلة أمام دوائر الامتحانات لتقديم الاعتراضات، فهو بات جزءاً من حياتنا اليومية ،لكن طريقة تقديم طلبات الاعتراضات كانت استفزازية من ناحية الاستغلال وهو ما حدث أمام دوائر الامتحانات لشراء الطلب والطوابع .. طلاب كثيرون تحدثوا عن استغلال حصل معهم في فترة تقديم طلب الاعتراض والتي كانت خمسة أيام فقط حيث تراوحت رسوم طلب الاعتراض حسب قولهم بين 6- 8 آلاف ليرة سورية، مع المفروض حسب قولهم أن طلب الاعتراض مجاني لا رسوم عليه .
أحد الطلاب همس قائلاً، إذا كان عدد المتقدمين للاعتراض حسب تصريحات وزارة التربية اكثر من 84 الف طلب اعتراض ، فبإجراء عملية حسابية سريعة بدفع ٧ آلاف ليرة سورية كحد أوسط _رغم أن الرقم مختلف بين محافظة وأخرى _ هناك ملايين الليرات التي دخلت لصندوق وزارة التربية لدورتين متتاليتين.
والذي يزيد الطين بلة ان اعتراضات الدورة الثانية من النتائج الثانوية تأخرت كثيراً ،وصدرت بتاريخ 18 أيلول الماضي ،وهناك طلاب بقوا ينتظرون بفارغ الصبر صدور النتائج للاعتراض ليتسنى لهم التسجيل في المفاضلة .
ما نود قوله " التربية ليست معصومة من الخطأ ،ولكن الاستعجال في إصدار النتائج والضغط الكبير للبت فيها بسرعة قياسية دون الأخذ بالامكانيات المتاحة يكون كارثياً خاصة حين يكون هناك فرق ٥٠٠ علامة بالتصحيح ومواد لم تصحح وتكون النتيجة علامة الصفر..
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم كم طالب هناك قد تظلم جراء هذه الأخطاء وكان حدسه صائباً ولكنه لم يتمكن من تقديم الاعتراض لأسباب نفسية أو مالية..أو أسباب أخرى !
سورية الحدث