وسيم عرار.. عقل عبقري لفظته المدارس
السويداء25- هبة حسون
على الرغم من أن الحياة لم تسعفه بإكمال دراسته الأكاديمية استطاع وسيم عرار أن يواصل حلمه و يثبت نفسه في عداد المخترعين ويصبح اسماً لامعاً في عالم الابتكارات في سوريا وخارجها....
وسيم أنيس عرار ابن السويداء تولد عام 1979.. بدأ طريقه العلمي منذ أنكرته المدارس في صغره.. ليجد نفسه مجرداً من أي علمٍ وعمل، إلّا من طموحٍ وإرادة دفعته ليدخل سوق العمل من أوسع أبوابه، فكانت البداية في دمشق في محال للذهب والصاغة، وهنا بدأت تبرز مخيلته العلمية وموهبته في الرسم والابتكار، ليبتكر آلة لصناعة الأدوات الدقيقة، كالإبر والقوالب والنقوش الصغيرة تعمل بالشرارة الكهربائية و نال عليها براءة اختراع من جامعة دمشق قسم هندسة الطاقة الكهربائية ومن هنا كانت البداية"
يقول عرار " لم أتوقف هنا..فكانت هذه بداية لثلاث براءات اختراع ألحقتها بها، كان أهمها جهازاً لفرز الحبوب المصابة بالآفات عن تلك السليمة باستخدام الليزر تفوّقت به على الماكينة البريطانية التي تعاب بنسبة خطأ كبير على عكس آلتي التي تتمتع بالدقّة والسرعة"
ابتكارات عرار التي جعلته عضواً في جمعيّة المخترعين السوريين وعضواً في الاتحاد الدولي للعلماء كانت حافزاً له ليقدم الأفضل، فبعد أن خسر عمله وبيته إثر خلافات وابتزازات ماليّة، لجأ للاغتراب باحثاً عن بيئة حاضنةٍ، فكان المقصد السعودية، وأولى ابتكاراته هناك كانت جهازاً لفرز التمور يعتمد تقنية تحليل الألوان وهي تقنية معقّدة وفكرة مطوّرة عن جهاز فرز البذور الذي بدأه بسوريا.
يضيف عرار " لاقى اختراعي رواجاً كبيراً بين المزارعين والمستثمرين بعد التصديق عليه من جامعه الباحة في السعودية لحاجة دول الخليج إليه ووجدتُ بيئة حاضنة للبحث العلمي والاكتشاف وتنقلت بين الدول لإغناء حصيلتي العلمية إلا أن أساليب الاحتكار والتضييق وسرقة الأفكار من قبل الشركات المستفيدة لم تنتهِ"
لم يكتفِ عرار بهذا إنما أضاف اكتشافاً طبيّاً يتعلق بالمضاعفات الناتجة عن العمليات الجراحية الخاصة بالعصب الخامس ويبيّن أن اكتشافه هذا سوف يوضح الأسباب العلمية للمضاعفات التي تصيب مرضى الصداع المزمن و يبحث عن جهة داعمة لاكتشافه لتوظيفه في خدمة الإنسانية.
المخترع السوري الذي منعته قساوة الحرب وسوء ضمائر البعض من تسخير خبراته لوطنه بدل منحها لدول الاغتراب هو الآن أيقونة علمية تستحق وتنتظر التقدير والدعم في وطنها الأم.