وفاة المفكر طيب تيزيني عن عمر ناهز 85 عاما
الساعة 25- ثقافة:
توفي اليوم المفكر السوري طيب تزيني في حمص عن عمر ناهز 85 عاماً وذلك بعد صراع مع المرض .
ولد المفكر الراحل في مدينة حمص عام 1934، وتلقى علومه في مدارسها، ثم غادر إلى تركيا بعد أن أنهى دراسته الأولية ومنها إلى بريطانيا ثم إلى ألمانيا لينهي دراسته للفلسفة فيها ويحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً، والدكتوراه في العلوم الفلسفية ثانياً عام 1973، عمل في التدريس في جامعة دمشق، وشغل وظيفة أستاذ في الفلسفة.
كان أول كتاب للمفكر الراحل باللغة الألمانية وحمل عنوان "تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة" (1971) ثم أصدر مؤلفاته العربية ومن أبرزها "حول مشكلات الثورة والثقافة في العالم الثالث: الوطن العربي نموذجاً" (1971)، و"روجيه غارودي بعد الصمت" (1973)، و"من التراث إلى الثورة - حول نظرية مقترحة في التراث العربي" (1976).
جرى اختياره واحداً من مائة فيلسوف في العالم للقرن العشرين عام 1998، من قبل مؤسـسة Concordia الفلسفية الألمانية الفرنسية.
تربى تيزيني في عائلة تؤمن بالثقافة وحرية الفكر إلى جانب تدينها العام، كان منزل والده مصطفى في حي باب الدريب صالوناً ثقافياً يرتاده المفكرون والشيوخ والخوارنة يتناقشون ويتحدثون أمام الفتى الذي التقى في سنواته الأولى بعالم من تعددية الأفكار والفلسفات، تلك الحالة التي يقول إنها علمته التواضع.
يقول "في هذا الجو تعلمت التواضع وبعد التواضع عرفت أن بعض الأفكار التي نأخذ بها ليست وحيدة، فهناك عالم آخر من الأفكار، وهذا ما جعله يتواضع كثيراً في أفكاره وعلى هذا النحو مشى ووصل إلى محطات كثيرة، ولم يتوقف وما يزال على هذا الطريق".
وحول الأحداث في سورية صرّح تيزيني "بعد كل الذي حدث في سورية وفي غيرها، أعلن أن كل ما كتبته في حياتي أصبح ملغى وفي حاجة إلى إعادة نظر. وقد انتهيت في رحلتي الفكرية إلى الإيمان بوحدة العالم بما في ذلك وحدة الأديان كلها... الخطاب الديني المشتعل حالياً والذي تشعله مجموعات زائفة وأخرى صالحة، لكنها لم تمسك بالحقيقة تماماً. هؤلاء يجب العودة إليهم ومحاولة تحريرهم من الزيف الذي وقعوا فيه كي نعمم السلام الحقيقي في العالم، وفي كل وطن منه، وأخص بالذكر سورية الجريحة".