يعالج وضع أكثر من /300 عقار ..صدور تعديل قرار تسجيل مدينة شهبا القديمة
الساعة_25:سهيل حاطوم
بعد عقود من المطالبات المتكررة لأهالي مدينة شهبا .. صدر مؤخراً عن المجلس الأعلى للآثار والمتاحف تعديل قرار تسجيل مدينة شهبا القديمة .
رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور / نشأت كيوان/ أوضح أن التعديل جاء بعد اعتراضات عديدة من الأهالي وبناءً على وجود حاجة ملحة لمعالجة وضع الكثير من العقارات التي يتجاوز عددها 300 عقار خاص داخل المدينة القديمة .
وأشار / كيوان / إلى أنه وبموجب التعديل تمت معالجة وضع تلك العقارات والمنازل ضمن قرار التسجيل المعدل بما يحقق حماية الآثار والعناصر الأثرية من جهة إن وجدت ضمن العقارات الخاصة وعدم الإساءة للنسيج المعماري القديم بالإضافة إلى استكمال منح التراخيص بموجب قرار التعديل والحاجة الملحة لهذا الأمر من قبل الأهالي من جهة ثانية .
وبيّن / كيوان/ أن تعديل القرار جاء بعد جهود كبيرة تضمنت تشكيل لجنة لدراسة تعديل القرار المشار إليه والتي عملت بمهنية من خلال دراسة جميع العقارات التي يطالب أصحابها بتعديل القرار وشرائح البناء وذلك بعد الكشف الحسي والجولات الميدانية عليها والتدقيق والدراسات العلمية والأثرية وإجراء أسبار أثرية منهجية في بعض الوجائب للعقارات والخرب الأثرية, حيث تم رفع مقترح تعديل قرار التسجيل إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف و التي درست الملف وحولته إلى المجلس الأعلى للآثار الذي اتخذ قراراً بالتعديل وجرى إصداره بما يحقق المواءمة بين الحفاظ على المعالم الأثرية ومصلحة المواطنين.
ولفت / كيوان / إلى أن بنود التعديل الجديد للقرار نظمت العمل وأعطت الآثار حقها مع حفظ الملكية الخاصة المصانة بالدستور وتحقق الانسجام الفني والمهني والقانوني لناحية منح الرخص في مدينة شهبا القديمة , مبيناً أن التعديل يسهم في تحقيق عملية الحفاظ على النسيج المعماري القديم من خلال الالتزام بالشروط الفنية التي وضعتها الآثار عبر قيامها بالأسبار الأثرية في العقارات الخاصة التي ستمنح التراخيص .
ويأتي هذا التعديل للقرار بعد أكثر من 30 عاماً من المطالبات المتكررة لأهالي مدينة شهبا لإعادة النظر بقرار تسجيل المدينة القديمة الصادر عن المجلس الأعلى للآثار وتعديل شرائح البناء ضمنها ليتاح لهم الاستفادة من عقاراتهم وإفساح المجال أمامهم للبناء مع الحفاظ على نسيج المدينة التاريخي, حيث كان القرار قبل التعديل لايسمح للأهالي سوى بالترميم فقط وفق شروط صعبة معتمدة من المديرية العامة للآثار والمتاحف.
والجدير ذكره أن مدينة شهبا تعتبر من أهم المدن الكلاسيكية في جنوب سورية وشهدت ازدهاراً في عهد الامبراطور فيليب العربي في القرن الثالث الميلادي كونها مسقط رأسه وأطلق عليها اسم مدينة "فيليبوبوليس" وشيد فيها العديد من المباني التي مازالت شاهدة على عراقتها واستمر الاستيطان فيها في القرنين الرابع والخامس في العهد البيزنطي, ومن أبرز المعالم الأثرية التي ماتزال ماثلة إلى يومنا هذا المسرح الروماني والحمامات الأثرية الكبرى والمدفن "الفيلبيون" و المعبد الامبراطوري الروماني ومتحف شهبا الذي يحتوي العديد من لوحات الفسيفساء.