المشاهد المحذوفة من مسرحية " بصل فرعوني" !!
بدون مقدمات أو سابق إنذار وخلال فترة قصيرة اختفى البصل وتجاوز الفواكه الاستوائية بسعر غير مسبوق .. وزارة التجارة وبقدرة قادر وعلى غير عادتها استطاعت خلال نفس هذه الفترة تقييم الوضع والوصول إلى السوق المصرية واختيار الأصناف المطلوبة والتحقق من جودتها ومن ثم إبرام عقودها وشحنها وافتتاح الطابور الوطني للبصل .
غريب كيف حصل كل ذلك خلال هذه المدة التي غالبا ما تحتاجها حركة وثيقة رسمية بين مؤسستين ضمن نفس المحافظة .. مدة تؤكد أن الحكومات الكبيرة بما يكفي لمنحك كل شيء ترغبه هي أيضا كبيرة لتنتزع كل شيء تملكه .
هي مسرحية البصل التي يستمر عرضها في جميع صالات التجارة الداخلية وسط إقبال جماهيري شبه إلزامي على 2 كيلو وبسعر استفزازي في بلد البصل .. وسط تسليم أن الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس .
الناس تتساءل وهي تخرج من صالات العرض والبيع كيف ونحن بلد زراعي نستورد مادة البصل من بلد تعداد سكانه تجاوز 109مليون نسمة ؟ .. لماذا توقيت اختفاء البصل واستيراده جاء قُبيل محصول البصل المحلي بمدة قصيرة ؟.
ما فائدة وجود وزارة للزراعة في بلدنا طالما نستورد حتى القمح والبقوليات والخضروات ؟ .. لماذا لا يوجد تنسيق بين وزارتي الزراعة والتجارة بخصوص المحاصيل المفترض توفرها بكثرة ويمكن تصديرها وتلك التي فيها نقص ويجب استيرادها بحيث يتم استدراك الفجوة قبل حصول أزمة في العرض والسعر .. أين الخطط الكفيلة باستثمار أراضينا الزراعية بالشكل الأمثل .. وهل هناك بلد في العالم يقبل أن يستورد من بلدنا بصل أو أي منتج زراعي بمواصفات البصل الذي يتم بيعه حاليا للمواطنين .
يا ترى هل هناك علاقة بين الروايات التي تقول أن قدماء المصريين اعتمدوا على البصل والثوم كغذاء رئيسي في بناء الإهرامات وبين التناوب سنويا باختفاء إحدى هاتين المادتين في وقت يستعد الناس لعملية إعادة إعمار شاملة .. عملية تؤكد أن تكلفة العهر التجاري والمتاجرة بقوت الناس يدفعها دائما المساكين.
أخيراً وفي وقت ترقد الطيور على بيضها لتفقس والحكومة علينا لنفطس هناك من يشكك بصحة أن يكون البصل في صالات التجارة بالفعل من مصر بل إن بعض المغرضين يزعمون أنهم يشمون فيه رائحة مستودعات ومخازن الوطن .
وآخر أخيرا ،بما أن معظم حيتان السوق معروفين،هناك من يسأل من هو حوت البصل؟
الساعة 25 : نضال فضة