جدل .... شوربا ....
السويداء25- فواز خيّو:
ما هذه الشوربا؟
وإلى أين نمضي؟
يتوالى نشاط وزارة الأوقاف وفرض رؤيتها حتى على الجامعات، من حيث اللباس المحتشم، وعدم الإفطار والاختلاط.
وسبقه تصريحات أفضلية النقل على العقل.
السعودية أدركت خطورة الوهابية وبدأت بتفكيكها.
نحن وطوال عمرنا ننتقدهم، والآن نسير في جهنمهم، بدلاً من التفكير في وضع الأسس الحقيقية لإعمار البنية النفسية للناس، والبنية الحقيقية لدولة المستقبل، التي تضمن حرية الجميع على اختلاف عقائدهم، وأن تكون مظلة للجميع.
في السويداء، يتوسع الانتماء الدرزي بشعاراته وتعصبه.
وينتشر الحس العائلي، وضمن العائلة أفخاذ،
وما بين الأفخاذ، قد لا يكون دائما مصدر فخر.
والتغني بأمجاد الماضي، وترك الحاضر والمستقبل، ليتحولا إلى مستنقع، سنختنق فيه حكماً.
وتنهض من تحت الأنقاض قامات متصدعة لتشكل وجاهات وزعامات وهمية، لا تحمل شيئاً من الإرث الوطني والاجتماعي والأخلاقي.
بينما ينكفئ الرجالات الحقيقيون، ليس هرباً من خوض المعركة، بقدر ما هو قرف من خوض غمارها.
هذا، ليس أكثر من استثمار في المحنة.
من يستثمر في المحنة؛ سوف تطاله المحنة.
حان الوقت ليسود الانتماء لسوريا فوق الانتماء للطائفة أو العائلة أو غير ذلك..
حان الوقت لنجعل الدم الذي يسيل من جراحنا وقوداً لماكينة البناء،
لا أن نجعله نزيفاً دائماً،
لنرسوا جثة في هذا الوادي العميق.
عاشت سوريا....