جدل ..... عن المبادرات الشعبية
السويداء25- بقلم إحسان عبيد:
لنكن صريحين ولنعترف أنه تنقصنا المبادرات الفردية والجماعية، خاصة وأن الجهات الحكومية لا تبادر ولا تستجيب ولا تشجع.
في حلقة تلفزيونية قرروا رصد هذه الظاهرة بأمريكا .. فتحوا صنبور ماء في الشارع العام وسالت المياه على عرض الرصيف العريض .. فصار هذا يقفز وذاك يبتعد وثالث يمشي على رؤوس أقدامه .. جاءت عجوز .. وقفت .. تأملت في الموقف .. رفعت نظارتها وأنزلتها .. ثم ذهبت إلى الحنفية وأغلقتها.
كم أتمنى أن تبادر بلدية السويداء وباقي البلديات في القرى – بعد دراسة وتخطيط - بدعوة الشباب والشابات إلى يوم نظافة بالمدينة أو القرية وليكن يوم عطلة، فتوزع عشرات العصي التي في رأسها مسمار مع كيس أسود كبير لالتقاط الورق والبلاستيك من الشوارع غير الرئيسية غرزاً بالمسمار .. وهذه الأماكن لا يهتم فيها عمال البلدية غالباً ( البراحات بشكل خاص ) .. وخلال ساعتين يتغير المنظر كلياً .. وقد يبتكرون في المدينة طرقاً عملية .. كأن يذيع ميكروفون في الحي قبل بيوم ويقول: غداً يوم النظافة في حيكم .. نأمل من المتطوعين المساعدة .. ومن الأحسن أن يكون أحد أعضاء المجلس البلدي على رأس الحملة.
وإذا لم تبادر البلدية فليبادر بعض الشباب من أهل الحي، ويتبعهم آخرون .. الشعوب الحية تفعل هكذا، وتبقى فيها الحكومات على تواصل مع المواطنين .. ينظفون الطرقات والبحيرات وضفاف الأنهار.
هاتيك الشعوب ليست أكثر حيوية من شعبنا .. ألا تذكرون في القرى الفزعات للمقصر في الحصيدة، أو رمي الطراحي، أو فزعات الذراوي، أو التربيد، أو حبك القصيب، أو المجبلية ؟ ما المانع أن تنتقل هذه المروءة من الآباء إلى الأولاد والأحفاد ؟
خلونا نفكر فيها .. وطلاب وطالبات الثانوي والجامعة قدها وقدود.