2024 Aug 22

حصلت على أكثر من 50 جائزة .. أسرة المغترب السوري معن رافع .. مسيرة حافلة بالإنجازات في الإمارات

الساعة_25: سهيل حاطوم 

مسيرة غنية بالإبداع والتميز والتفوق حققتها أسرة المغترب السوري معن يوسف رافع وزوجته المربية الفاضلة سماح هايل رافع وبناتهم الأربعة على مدى نحو عشرين عاما من الاغتراب في دولة الإمارات حصدت خلالها أكثر من خمسين جائزة فردية وجماعية بفضل العزيمة والإصرار لتتوجها بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي، المركز الأول فئة الأسرة المتميزة في رعاية أصحاب الهمم ، والتي تعد إحدى الجوائز المرموقة على مستوى الوطن العربي.

قصة نجاح هذه الأسرة السورية بدأت عام 2003 حين انتقل المغترب السوري معن رافع ابن قرية امتان بريف محافظة السويداء والمولود عام 1973 للعمل في الإمارات في إحدى شركات المقاولات لتلتحق به زوجته سماح مدرسة اللغة العربية والتي كان لها الدور الأبرز والفضل الأكبر في صنع هذا التميز كما يذكر المغترب معن الذي يشير إلى أنها سخرت كل وقتها وجهدها ليصبح التميز والابداع سمة الأسرة وبناتهم قدوة يحتذى بها في العلم والأدب والتميز .

ويبين المغترب معن أن زوجته سماح التي تخرجت مؤخرا من كلية الإعلام والاتصال في الجامعة السورية في دمشق هي أم مثالية تسلحت بالصبر والحكمة والإرادة ، وكرست حياتها لرعاية بناتهم دانة ودلع ورند وماسة ومساعدتهن على التفوق، وحصدت العديد من التكريمات المرموقة وذلك لدعمها فئة أصحاب الهمم في المجتمع وأيضا لقب الأم المثالية لعدة مرات لتربيتها المميزة والتي جعلت بناتهم يحصدن عدة جوائز منها لقب تاج الأخلاق في مراحلهن الدراسية مما دعا وسائل إعلامية لتسليط الضوء على أسرتهم منها قناة MBC و sky news وصحيفة الاتحاد وقناة الظفرة وأبوظبي الرياضية .

وبفضل هذه الإنجازات الاستثنائية نالت أسرتهم جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأسرة المتميزة وتم تكريمهم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات.

أما بالنسبة لبناتهن:

الابنة الكبرى دانة من مواليد عام 1999 توفيت وهي بعمر ال 14 سنة بعد معاناة مع مرض نادر وكانت قد حصلت على المركز الأول في فئتها العمرية في الشطرنج، حيث تميزت رحمها الله بمعدل ذكاء كبير، مكنها من أن تكون بطلة شطرنج.

 فيما الابنة الثانية دلع وهي من مواليد عام 2003، نالت جائزة حمدان للتميز العلمي ثلاث مرات متتالية وجائزة الشارقة للتميز العلمي لمرتين، وحصلت على الإقامة الذهبية نتيجة تفوقها بالشهادة الثانوية ، وتتابع حالياً دراسة الطب في ألمانيا ، وأحرزت الميدالية الذهبية في بطولة الإمارات للشطرنج لتتوج بطلة الامارات للشطرنج فئة 16 سنة، بالإضافة للحصول على كأس المركز الأول عام 2020 ، وفي جعبتها أكثر من 30 ميدالية ملونة بين الذهبي والفضي البرونزي حيث حصدت المراكز الأولى دوما بداية من عمر الثماني سنوات فصاعدا في فئتها العمرية وعلى مستوى السيدات في الشطرنج، وتتابع حاليا بطولتها الشطرنجية في ألمانيا حيث حصلت على المركز الثاني في الشطرنج على مستوى مدينتها التي تقيم فيها في ألمانيا، وكانت المساعدة الأولى لشقيقاتها ونجاحهن وتفوقهن مثلها في مختلف المجالات.

أما الابنة الثالثة رند وهي من مواليد عام 2006 من أصحاب الهمم فتعد نموذجاً للتحدي والإرادة القوية، وتتميز بسرعة بديهة وذكاء وقدرة على حفظ عواصم العالم لتتمكن من قولها في عمر مبكرة الثلاث سنوات على عدة مسارح في الإمارات 

وأيضا رغم التحديات التي واجهتها منذ ولادتها تمكنت من تحقيق إنجازات استثنائية في مجالات متعددة، حيث ولدت مصابة بمرض وراثي عظمي نادر جداً يطلق عليه متلازمة «كيني كافي» الذي حرمها من طفولتها ومن النمو السليم ، بالإضافة إلى قرنية بيضاء منعتها من الرؤية بشكل كامل، لكن قدرتها الذهنية لم تتأثر واستطاعت بدعم ورعاية أسرتها التي تعاملت مع وضعها بحكمة وشجاعة من التفوق على أقرانها في الصف وقادها ذلك إلى التميز، لتصبح متفوقة أكاديمياً، وفي خزانتها جوائز وشهادات تقدير، فضلاً عن تنمية شخصيتها، وفصاحتها في اللغة العربية، وصولاً إلى صقل هوايتها بالرسم وتميزها في لعبة الشطرنج على المبصرين من اللاعبين ومهاراتها المتميزة في البحث الالكتروني .

وخلال مسيرتها ، حصلت رند على المركز الأول -فئة الطالب المتميز النابغ من أصحاب الهمم بجائزة الشيخ محمد بن خالد آل نهيان للأجيال في الدورة 20 للعام الدراسي2017»، وحصلت رند المتفوقة أكاديميا على جائزة حمدان بن راشد للتميز العلمي مرتين وحصلت أيضا على جائزة الشارقة للتميز العلمي مرتين وواصلت دراستها لغاية الصف العاشر إلى أن وضعها الصحي على أجهزة التنفس الصناعي منذ ثلاث سنوات حال بينها وبين الذهاب إلى المدرسة ، لكنها لم تيأس أبدا وسجلت حالياً في الصف الثالث الثانوي في المدرسة الافتراضية السورية، وهي تسعى إلى تحطيم الرقم القياسي في مهارة حفظ أسماء العواصم، وتعمل والدتها على ترتيب معرض فني لها يضم 20 لوحة، وطموحها أن تصبح طبيبة أطفال، وبطلة شطرنج عالمية.

وبما أن العائلة هوايتها الأولى هي الشطرنج اندمجت رند منذ صغرها بهذه الرياضة، وقام والدها وخالها البطل الشطرنجي وأختها الكبرى دلع بطلة الشطرنج بتدريبها لتشارك في عدة بطولات، حيث شاركت في بطولة الشارقة الدولية للشطرنج للسيدات كأصغر لاعبة من ذوي الهمم وتم تكريمها، وحصلت على جائزة تقديرية أيضاً من الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي سفيرة النوايا الحسنة، والتي شجعت رند كثيراً وأعجبت بشخصيتها وكفاءتها رغم وضعها الخاص، ولازالت رند تطمح لتحقيق أهدافها رغم وضعها الصحي.

أما الابنة الصغرى ماسة وهي من مواليد عام 2013، فهي تسير على طريق التفوق والتميز الذي بدأته شقيقاتها فهي فصيحة متفوقة أكاديميا وحاصلة على جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز الأكاديمي، ولاعبة شطرنج منذ عمر الست سنوات حتى اليوم وهي حاصلة على الكثير من المراكز الأولى ومنها المركز الأول فئة 6 سنوات في بطولة الفئات العمرية للشطرنج على مستوى الإمارات، وحاصلة على عدة مراكز أولى في القراءة وإلقاء الشعر والابتكار وكتابة القصص وطموحها أن تكون بطلة شطرنج على مستوى العالم وتصبح طبيبة في المستقبل.

السيدة سماح قالت .." عندما رزقنا بابنتين مصابتين بمرض نادر لم نستسلم بل ضاعفنا قوتنا وكلنا إيمان بأن كل طفل هو بطل مهما كانت التحديات، وتربية كل طفل لاكتشاف قدراته وإفساح المجال له ليعبر عن ذاته سينتج شخصية مختلفة" ، مشيرة إلى أن"الأسرة هي سر نجاح الأبناء وتفوقهم، كما أن انسجام وتعاون الأم والأب من أهم ركائز التربية الصحيحة، والصبر والعمل المستمر ورسم خطة لإدارة الوقت سواء أثناء الأيام الدراسية أو الإجازات من أسرار تفوق الأبناء".

وأضافت.. " إن قيادة الأبناء نحو النجاح ليست أمراً سهلاً، ولكن النتيجة تكون مرضية جداً، ولنبني وطناً متماسكاً علينا بناء الأسر، لأنها نواة المجتمع، فعندما يكون الحب هو الرابط الذي يجمع أفرادها، ينعكس ذلك تقدماً وازدهاراً وتعاوناً على المجتمع".

أخيرا.. تُعتبر قصة أسرة المغترب معن رافع مثالًا حيًا على أن الإرادة الصلبة والجهد المستمر يمكن أن يحققا المستحيل، خاصة في ظل بيئة داعمة لذوي الهمم كالإمارات، وأكثر ما يلفت الانتباه في هذه الأسرة هو التفاني الكبير والثقة بقدرات أصحاب الهمم وهو الذي أبداه جميع أفرادها في دعم ابنتهم رند لمساعدتها على تحقيق طموحاتها والوصول إلى أحلامها، حيث كان لإيمانهم بقدراتها حافزا أساسيا لها لتواصل مسيرتها بثقة.