داية أقدر من وزارة على توليد ميغات الكهرباء الحالية ..!!
قسماً برب السالب والموجب سيذكر التاريخ أن في مثل هذا العام كان لدى أحد البلدان وزارة للكهرباء بالرغم من عدم وجود كهرباء .. أن أطفاله كانوا يذهبون تحت جنح الظلام إلى روضاتهم ومدارسهم .. أن توليد كم ميغا واط لم يكن يحتاج إلى وزارة وتكفيه داية ..
قسماً برب الواط والفولت سيذكر التاريخ أن شعباً كان حينها يفكر بتحويل شبكة الكهرباء إلى أشرطة لنشر الغسيل الوسخ بعدما تحولت الموبايلات من وسيلة للاتصال إلى وسيلة للإضاءة ,والبرادات والفريزرات إلى ركن للأحذية .. قسماً برب البطاريات والألواح الشمسية سيذكر التاريخ أن الكهرباء في ذلك البلد كانت حينها شديدة الحساسية تجاه درجات الحرارة ولا تستطيع العيش إلا بين درجتي 25 و 26 وغير ذلك سيكون هناك حمولة زائدة وسخونة وحمى وقطع .. سيذكر أن كم ميغا واط لم تكن تحتاج إلى وزير وعشرات المدراء العامين وآلاف من قارئي العدادات والفناجين ..
قسماً برب الخطوط الذهبية سيذكر التاريخ أن الكهرباء كانت حينها مثل أقرانها مغرمة بالاستثناءات والواسطات لدرجة احترافها لعبة "الخيار والفقوس" والخطوط الحمراء المُعفاة من التقنين والمناطق المدللة ذات التقنين الرمزي . .سيذكر أن الوزارة أقسمت مطلع ذلك العام برب تيسلا وأديسون أن جهودها ومشاريعها ستؤدي في ربعه الأخير إلى تحسن واضح في خدمة الكهرباء غير أن النتيجة كانت فقدان شبه كامل وبشكل فاضح .
سيذكر التاريخ أن تصريحات رسمية أكدت حينها أن خطاً عابراً للغاز سيؤثر إيجاباً على كهرباء تلك البلد , لكن على ما يبدو كان المقصود أن البلد منورة بأهلها وأن الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء وأكثر إشراقاً.. سيذكر أن الوزارة بقيت سنوات تعلق نفس الصعوبات على نفس الشماعات دون أن تتغلب على أي منها .. سيذكر كيف كان يتم التهرب من المسؤولية ودفش الناس نحو حيتان الطاقة الشمسية.. سيذكر التاريخ أنه لو تم حينها وصل شبكة الكهرباء على طاقة صبر أهل تلك البلد لتمكنوا من تصدير الكهرباء إلى جميع أصقاع المعمورة .. سيذكر أن أشقى المخلوقات مواطن بذاكرة قوية .
يقال عندما تكون معتاداً على الكهرباء ثم يتم فقدانها فأنت على بعد خطوة واحدة من أن تكون مخلوقاً برياً.
الساعة 25: نضال فضة