غريب أمرنا بمجرد أن تزعم شركات الاتصالات أنها لا تستطيع مواصلة تقديم خدماتها بدون زيادة أسعارها يتم تلبية طلبها فوراً , بينما مطالب الناس بزيادة الرواتب يتم الاستهتار بها دون إدراك أنه يمكننا تجاهل الواقع لكن لا يمكننا تجاهل العواقب .

يُقال إذا قرأت شعراً ولم تفهمه لا تلٌم نفسك بل لُم الشاعر ..غريب أمرنا ونحن نعيش حرب اقتصادية عالمية على القمح تأتي جميع القرارات المعرقلة لإنتاج هذه المادة الاستراتيجية جداً وكأن جودة النت والاتصالات أهم من الرغيف ..

يا من تعلمتم من بعضكم أن تجاهل مطالب الناس يعني اجتياز نصف المشكلة عليكم أن تتعلموا من الرياضيات عدم تجاهل "الأصفار". هي نفس الحركة المتبعة منذ سنوات .. افتعال أزمة بمجال ما يتبعه قرار رفع أسعار يزيد الطين بلّة ..

إنها مصيبة كبرى حين لا تدرك الحكومات أن الشجاعة ليست أن تفعل هي ما تشاء وإنما ما يشاء مواطنها .. مصيبة حين لا تدرك أن الشجاعة والرجولة هي فقط في القرارات التي تستجيب لاحتياجات الناس . غريب أمرنا .. ما هذه الشجاعة التي تبيح رفع أسعار خدمات الاتصالات بيمنا الرواتب تثير شفقة حتى الشحادين ؟! ..

هل فكرنا معنى رفع أسعار هذه الخدمات لأناس هم بالأساس يعانون لتأمين طبختهم اليومية وأجور النقل إلى أمكان عملهم ؟ هل فهمنا أنه ليس هناك أخطر من الخلط بين المكر والحكمة ؟. للأسف بعض "المغرضين" يزعمون أن القرار محاولة لإبعاد شريحة واسعة من الناس عن عوالم الاتصالات والمعلومات والتواصل الاجتماعي الافتراضي لغاية في نفوس ليست كباقي النفوس .. بل هناك من أخذته الدعابة واعتبر الأمر محاولة لتنشيط السياحة من بوابة إحياء تراث تلفزيون الأبيض والأسود والراديو أبو بطارية والحكواتي والمنادي والطبّال في الحارات؟ .

في كل مرة يزيدون أسعار الاتصالات ومع ذلك نبقى نسمع عبارة " أن الرقم المطلوب مغلق أو خارج نطاق التغطية حالياً " . . وهنا نعود ونسأل أين تلك الأموال حصيلة قرارات الرفع السابقة لأسعار و رسوم الاتصالات ؟ .. هل بالفعل ذهبت جميعها لتنفيذ مشاريع الصيانة والتأهيل وتسديد الالتزامات المالية بالقطع الأجنبي لشركات مزودي الخدمة العالمية ؟ .. قد يشك الناس بما تقولون لكن سوف يؤمنون بما تفعلون .. بل من المهم أن تتمكن الحكومات من قول الحقيقة لهؤلاء الناس.

الساعة 25: نضال فضة