2022 Mar 16

إلى لصوص الموبايلات والسيارات والمنازل .. إلى لصوص البلد ..

الساعة 25:نضال فضة

بينما كنت وزوجتي في طريق عودتنا من السوق إلى المنزل رنّ موبايلها .. قالت لي لماذا تتصل بي وأنت تقود السيارة وتتحدّث معي .. للوهلة الأولى اعتقدت أنها تمزح لكن عندما أرتني الاتصال , وتبيّن أنه صادر عن موبايلي أوقفت السيارة وبدأت البحث عنه ولم أجده , فطلبت منها الرد على الاتصال الذي تكرر مرةً أخرى وإذا بشخصٍ يقول لها :"إن صاحب هذا الموبايل قد نسيه في محلنا (؟؟؟) ياريت يجي ياخدو" .

حينها اتّضح أنني نسيته أو سقط مني في المحل.. وبالفعل عندما رجعنا الى المكان المذكور والذي يعمل فيه مجموعة شباب غاية في الاحترام واللباقة أعادوه لي وسط اندهاش على وجوه الزبائن المتعطشين اليوم لمثل هكذا سلوك , لمثل أخلاق وأمانة هؤلاء الشبان .

عندما عُدت إلى المنزل بدأت اتفقد الموبايل واكتشفت أن هؤلاء الشباب تعاملوا بكلّ حكمةٍ مع الوضع واستطاعوا وبالاستعانة بقائمة الأسماء الحصول على رقم المنزل و رقم زوجتي, حيث قاموا بالاتصال على هذين الرقمين المدونين بشكلٍ صريح .

هي حادثة شخصية وصغيرة وقد تحدث مع الكثيرين لكن كثرة عمليات سرقة الموبايلات ضمن الأسواق و وسائل النقل العامة .. كثرة حالات سرقة السيارات وأثاث المنازل ووو فضلاً عن استمرار سرقات أحلام وآمال الناس وعدم اكتراث الكثير من المسؤولين لحقيقة الأمانة الملقاة على عاتقهم , كل ذلك دفعني لسردها .. دفعني لتوضيح الفرق بين من يسرق شيء ما من صاحبه وبين من يعيد شيء ما مفقود لصاحبه ..للتأكيد إن ما فعله هؤلاء الشبان هو انعكاس لحقيقة السوري الأصيل أياً كان موقعه , وإن اللصوص والفاسدين وعديمي الأمانة هم مجرد شواذ في مجتمعنا حتى وإن كثر عددهم .. للتأكيد إن أداء الامانة أياً كان شكلها هو مفتاح لرضى الله وللرزق ولمحبة الآخرين , وأنه من لم يكن له رأس مال فاليتخذ الأمانة رأس ماله .. للتأكيد أن الامانة هبة غالية الثمن لا تتوقع أنها موجودة عن الناس الرخيصة .