ابني خائن !!
" أنت غير وطني أنت خائن للبلد" .. كلمات وجهها فرخ من فراخ "رجالات الصمود" لزميله الطالب الفقير "مالياً " الذي أعرب عن الرغبة بالهجرة عند أول فرصة .
هذا الفرخ هو ابن "صامد " في احدى "مؤسسات الخط الاحمر" , وكان يأتي يومياً الى احدى الدورات التعليمية وفي جيبه على الاقل مئتي الف ليرة ومعه أحدث موبايل .. كان يتعمد إظهار هذه الآلاف أمام زملائه ومن بينهم شباب اضطر أهلهم للاستدانة أو الحصول على قرض لتسجيلهم في هذه الدورة التي اعتبروها بوابة الوصول إلى مجموع عال في الثانوية العامة .
وفقا لوالد هذا الشاب الفقير الذي روى لي ما حصل مع ابنه , فإن هذا الفرخ كان يوميا يقص بعض من بطولاته الفردية الذاتية ومن بينها أنه عندما يشعر بالملل يقوم بجولة ضمن المدينة بإحدى سيارات والدة أو بالأحرى "سيارات الدولة" , جولة ينفق خلالها الآلاف على المقرمشات والمشروبات وما شابه .. هذا الفرخ كان عندما يشعر بالملل يدعو رفاقه إلى حفل شواء في مزرعة أبيه .. كان يتفاخر بتواجده شبه الدائم في أفخم المطاعم والمسابح والصالات الرياضية .. كان يتباهى بنفسه وكأنه لا يعلم أو يعلم أثر ذلك على زملائه وخاصة الفقراء "مالياً".
هذا الأب قال لي قبل أن ينهي حديثه : " وأخيراً ابني الذي ربيته على حب البلد ولقمة الحلال طلع خائن وغير وطني , أما ذلك ؟؟؟ ابن ؟؟؟؟ طلع وطني وحريص على البلد .. أبوه بالنهاية موظف في الدولة ومن المفترض أن راتبه وفق القانون قريبا جداً من راتبي لكن من أين له تلك الأموال "
بالطبع البعض يعتبر تناول هكذا قصة تصب في خانة الحسد أو طرح يؤجج "الحقد الطبقي" , لكن تغيب عن أذهانهم كم يعاني الكثير من الأبناء منها وكم تسبب مشاكل داخل الأسرة نتيجة اصرار الطفل أو التلميذ أو الطالب الفقير على مقارنة وضعه مع وضع أقرانه الأغنياء "مالياً" في الروضة والمدرسة والجامعة ووو.
بالمحصلة على "رجالات الصمود" وخاصة من حديثي النعمة أن يتعلموا ويعلموا أولادهم فن احترام ومراعاة مشاعر الآخرين .. أن يعيشوا ببساطة أكثر حتى يستطيع الفقراء أن يعيشوا.. أن يعلموا أننا معشر الفقراء " ماليا" ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا .. أن يعلموا أنهم أصل مصائبنا وسبب تفكيرنا بالرحيل .....
الساعة 25: نضال فصة