2022 Feb 23

الإعلامي عصام داري:الشعب السوري أصبح بفعل قرارات الارتجال والاستبعاد شعب المقهورين..شعب المعترين,,شعب الجوعانين !!

الساعة 25:

خلال أقل من يومين كتب الإعلامي المعروف عصام داري رئيس تحرير صحيفة تشرين الأسبق رسالة ثانية إلى رئيس الحكومة جاء فيها ..

السيد حسين عرنوس..رئيس مجلس الوزراء..

لا أظن أنك قرأت رسالتي الأولى..وأنا أجد لك العذر..فمشاغلك كثيرة..كان الله في عونك..فهموم المواطنين ليس لها آخر..

وللتذكير فقط أشير إلى أنني إعلامي متقاعد وراتبي مئة وستة آلاف ليرة.. ونع ذلك تم استبعادي من الدعم لأنني أملك سيارة وزوجتي تملك سيارة.

ليست حالة فردية،ولو كانت كذلك لالتزمت الصمت ووكلت أمري لله،لكنها حالة جماعية تطال عشرات آلاف الأسر،ولا أظن أنك تسمح لواحد من أفراد أسرتك الكريمة أن يصيبه ما أصاب هذه الشريحة الواسعة من المواطنين.

أرجوك دلني على طريق آمن لتبير أموري والعيش بأمان براتبي الذي يكفيني ثمن خبز وقليل من الفلافل،من دون بندورة وتوابعها،ومن دون الأجبان والألبان والسمنة اللحمة- رحمة الله عليها وعلى آلها أجمعين-و..كل الأطعمة بلا استثناء؟.

كيف سيعيش مواطن على راتب لا يتجاوز مئة ألف ليرة دون الأخذ في الاعتبار الملابس والمدارس والطبابة(وأنا أحتاج شهرياً لنحو عشرين ألف ليرة أدوية فقط) وغير ذلك.

إذا كان يرضي الحكومة أن يتسول المواطن ويقف على أبواب المعابد،المساجد والكنائس،فليس عندي مانع،لكن هل تتسع المعابد لكل المتسولين؟ وهل سيجدون محسنين قادرين على منحهم القليل من المال؟.

قد أتسول بعد نصف قرن أمضيتها في خدمة بلدي صحفياً اجتهد قدر المستطاع،لكن هل سبق في أي مكان في العالم أن وصلت أمور صحفي تقاعد وهو رئيس تحرير إلى الحد الذي يبحث فيه عن رغيف خبز وكيلو زيتون؟!.

قدم لي بعض الأصدقاء نصائح قالوا عنها قد تعينني فيما تبقى من أشهر عمري المعدودات:

أن أبيع سيارة من السيارتين فاستعد رحمة الله وكرم الحكومة،لكن هذه الطريقة فاشلة،لأنكم ستكتشفون بفطنتكم أن السيارة 1600 سي سي..أي كأنك يا أبا زيد ما غزيت.

النصيحة الثاني أن أطلق زوجتي،لكن الأمر ينطبق على موضوع السيارة.

النصيحة الثالثة أن أبيع السيارتين معاً واشتري دراجتين هوائيتين،فهل أستطيع ركوب دراجة هوائية وقد دخلت في عامي الرابع والسبعين.

أليس عيباً أن أكتب ما كتبت بدلاً أن أكتب مقالات تحفيزية للشارع السوري الذي قدم أكثر مما هو مطلوب منه وكان على الدولة أن تكافئه وليس أن تجلد هي بقرارات ارتجالية غير مدروسة تسهم في دفع الناس إلى أنياب الفقر والجوع والقهر؟.

كان الراحل ياسر عرفات يصف الشعب الفلسطيني بأنه شعب الجبارين،وهو كذلك سابقاً ولاحقاً،وكان الشعب السوري أيضاً شعب الجبارين فأصبح بفعل قرارات الارتجال والاستبعاد شعب المقهورين..شعب المعترين,,شعب الجوعانين،فهل من مزيد في القريب أو البعيد؟.

أعرف أن السيد حسين عرنوس لن يقرأ رسالتي الثانية،ولا رسالتي الأولى،لكنني أردت أن أهمس في إذنه أن استبعاد التجار من الدعم أدى إلى رفع أسعار المواد الغذائية الأمر الذي استغربه السيد عمرو سالم،وسيستغرب أكثر في الأتي من الأيام.

من الأفضل للحكومة أن تستقيل بالكامل..

لكن..أين مجلس الشعب ونواب الأمة..في دولة ثانية كان البرلمان حجب الثقة عن حكومة تعمل ضد مصالح الشعب..ويا شعب ما يهزك ريح..

هذه رسالتي الثانية..وانتظروا رسالتي الثالثة..