الرواتب ملف أخطر بكثير من أن نتركه للحكومة ..
الساعة 25:نضال فضة
حين قال خبراء "فرنجة" ممن لا يؤمنون بالحظ والنصيب والقضاء والقدر إن في سورية موارد كفيلة بتأمين عيش رغيد لـ 80 مليون نسمة بدخل يعادل دخل الفرد في هولندا وبلجيكا أي ما يعادل 7 ملايين ليرة شهرياً , حينها فاتهم أنه في حضرة "أمراء" الحرب والفساد فإن الحكومات الكبيرة بما يكفي لمنحك كل شيء هي أيضاً كبيرة لتنزع عنك كل شيء تمتلكه وإن الإيديولوجيا والاقتصاد والصحافة التي تنعم بالفشل ضرورية للوقوف في وجه سعادة الشعوب.
فاتهم أنه في حضرة "أمراء" الحرب لا غرابة في وجود الكثير من المسؤولين الذين يكذبون بصدق ويحاولون تبرير الفشل لجهة الرواتب ومعيشة الناس من خلال الخلط بين المكر والحكمة حتى تحوّل المشهد الاقتصادي والمعيشي والتعليمي والثقافي إلى مشهد إباحي توقّف القلم أمامه عن الكتابة والتزم بالفرجة فقط .
فاتهم أنه في حضرة "أمراء" الحرب والفساد سيكون لديك مسؤولون غامضون بشكل فاضحٍ وواضح لدرجة أضحت قصة الرواتب مع الموظف الحكومي السوري محط تندّر في الأفراح والأتراح, ولغز أذهل علماء الاقتصاد والاجتماع .. رواتب غرّدت كغيرها من الملفات الكثيرة خارج صفحات دستور ينص "نظرياً" على أن لكل عاملٍ أجر عادل يضمن متطلبات الحياة المعيشية وتغيرها, وأن السياسة الاقتصادية للدولة تهدف إلى تلبية الحاجات الاساسية للمجتمع والأفراد عبر تحقيق النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية .
فاتهم أنه في حضرة هؤلاء "الأمراء" من الطبيعي أن ينام الأطفال في البرد والظلام جائعين, وأن يسابق الناس القطط والكلاب والطيور والحشرات والماعز والغنم إلى مكبات وحاويات القمامة . . أيها السادة الخبراء .. عندما لم تعد الأمور غير المنطقية تشكّل عقبةً أمام هؤلاء "الأمراء" فهمت لماذا حين ينتزع الراعي خروفاً من بين براثن ذئب تعتبره الخراف بطلاً أما الذئاب فتعتبره مجرماً.