2022 Oct 03

الله يرجعك بخير يا "تحسين"

منذ سنوات طويلة، والحكومات المتعاقبة في بلادنا تجهد في البحث عن "تحسين".

"تحسين" خرج ذات يوم، وقبل سنوات طويلة، ولم يعد.

لا أحد يعرف مكانه، لا أحد يعرف مصيره، لا أحد يعرف من غدر به.

ضاع "تحسين" في زحمة الأحداث التاريخية، والمراحل المفصلية، والظروف الاستثنائية.

كل من في السلطة التنفيذية يبحث عن "تحسين"، ويؤمن بأن "تحسين" سيعود يوماً ما إلى هذه البلاد، وعندئذ ستقام له الأفراح والأعراس والليالي الملاح.

إذا كنتم لا تصدقون دققوا جيداً في عبارات جميع البيانات الحكومية، في خطابات جميع المسؤولين، في افتتاحيات جميع الصحف والبرامج التلفزيونية والإذاعية، في أجندة جميع الاجتماعات والمؤتمرات، ستجدون أن "تحسين" كان حاضراً فيها بلا استثناء.

لذلك فقط علينا أن نصبر، ونحلم بذلك اليوم الذي نفتح فيه أعيينا لنرى "تحسين" بينا، يضحك لنا، ويقص علينا حكاياته عن رحلة عودته الطويلة.

عندئذ سوف ننسى كل الأوقات الحزينة التي عشناها، ونحن ننتظر عودة "تحسين"، كل التعب الذي حل بنا، كل الأيام التي قضيناها بلا طعام أو شراب...

الله يسامحك يا "تحسين" شو عملت فينا...كل مواردنا ضاعت بحجة البحث عنك، رفعوا أسعار كل السلع بحجة الوصول اليك، ما ضل حدا من المسؤولين إلا وقال إنو شافك بمنامو، وبحجتك كمان ضل كتيرين بمناصبهم لسنوات وسنوات وهن ما بيستاهلو يتسلمو دائرة.

الله يرجعك بخير يا "تحسين"، حتى تتفرغ حكومتنا لتبحث كمان عن "تسويق" يلي ترك محصول الحمضيات والتفاح بالأرض، واختفى.

لمن لا يعلم: رئيس الحكومة تحدث خلال يومين مرتين عن "تحسين". مرة أمام مجلس الشعب والمرة الثانية في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء.

دمتم أنتم وتحسين بألف خير

زياد غصن - شام إف إم