المناصب العامة أمانات وإسنادها لغير أهلها جريمة ..
بما أن غالبية مشاكل البلد هو بسبب وصول أشخاص إلى كراسي أكبر من مقاساتهم بكثير .. وبما أن بعض أولي الأمر لا يستطيعون التخلي عن عادة حشر أنوفهم في عملية تفصيل وصناعة الكراسي العامة .. وبما أن بعض الذين يشغلون مناصب قوية يقعون في مشاكل بسبب أفعال أتباعهم .. وبما أن البلد لم يعد يتحمل المزاجيات والتجارب ويمر بمرحلة حساسة ومقبل على مرحلة اكثر حساسية هناك من يقترح ما يلي :
إن كانت فكرة التنازل عن حصتكم مستحيلة ومسألة وصول أحد اتباعكم حتمية ومحسومة , وبعد أن " كوشتم" على كل الفرص ليتكم تعطون البلد فرصة واحدة وتضعون جانباً تقاليد الولاءات والاخضاع و المناطقية والقرابات والصداقات و رد الجميل والهدايا فقد تم تجريبها كثيرا حتى وصلنا إلى ما نحن فيه .. ليتكم تمنحون البلد فرصة تجريب التخصصات الموهوبة القادرة على خلق المبادرات والحلول والنتائج التي ينتظرها الشارع .. القادرة فعلاً على حب الناس والتفاني لأجلهم وكثب ثقتهم واحترامهم بما يمهد الطريق لاستثمار طاقاتهم في خدمة البلد .
بالطبع هناك من يعتقد أن الأخذ بهذه المسلمات في علوم الإدارة يسهم في "تبييض" وجوهكم وتمكنكم من المباهاة بمرشحكم و يمهد الطريق أمام موثوقية ترشيحاتكم اللاحقة لمقربين وأتباع آخرين .
والأهم من كل هذا هو أن وصول شخص متمكن ومحترم ومناسب من هؤلاء الأتباع إلى المنصب سيصب في مصلحة الناس حينها قد يتضرعون لكم بالدعاء بطول العمر وعلو الشأن أو على الأقل الالتصاق بكراسيكم المعلقة بأرواحكم .
إلى أولئك الذين لديهم القدرة والصلاحيات على استبدال الفاشل بالناجح , الذكي بالغبي .. القدرة على جعل المذنب بريء و الأبرياء مذنبين .. لا بأس من إدراك أن الوقت دائما مناسب لفعل ما هو مناسب .. لابأس من إدراك أن تعافي البلد مستحيل مع استمرار وصول فاشلين إلى مواقع المسؤولية .. إدراك أن المناصب العامة أمانات بل من بين أعلى مراتب الأمانة وأن التفريط فيها بتسليمها لغير أهلها جريمة .. إدراك جمالية أن يحبكم الناس عندما تغادرون مناصبكم كما "يحبّونكم" عندما تتسلمونها.
الساعة 25: نضال فضة