بعد الزلزال.. أين اختفى " هارونات البلد" ؟ !!..
عندما يتبرع طفل بخرجيته , وعسكري بجاكيته الوحيدة وفتاة بخاتم خطوبتها وفقير بمونة أولاده حينها نعلم حقيقة "هارونات" البلد من أثرياء وتجار الحرب الذين فازوا خلال الأزمة بكل الامتيازات ومع ذلك اختفوا بعد الزلزال بإستثناء ظهور وحيد الى جانب "قططهم" في سهرة " عيد الحب" لاستكمال طقوس شهر شباط.
حين تتبرع راقصة لأجل المنكوبين فيما مايزال أولئك الحيتان متوارين عن الأنظار ندرك تماماً أن لايوجد شرف أسمى من خدمة ابناء البلد المنكوبين .. ندرك أهمية ألا تخوننا قيم الرجولة حين تخوننا قيم المبادىء .. ندرك أن الجميع يعرفون التضحية لكن هناك من يضحي لأجلك وهناك من يضحي بك.. ندرك أن أفضل تكريم للموتى هو معاملة الأحياء بشكل جيد.
و هنا يتساءل البعض ما المانع من وجود قوائم شرف وشكر بأسماء كل من ساهم في تخفيف معاناة الأحياء من ضحايا الزلزال .. قوائم بأسماء كل من ساهم سواء شخصيات سورية أو عربية أو أجنبية .. سواء دول أومنظمات أو هيئات إنسانية .. قوائم تستنفر النخوة عند أصحاب الدم وتكون ذاكرة للأجيال تكشف حقيقة الرجال والأصدقاء وتعري الدعاة والمنافقين.
كما يتساءل آخرون إن كانت فعاليات المجتمع المدني وبعض المساعدات الخارجية تصدت لملف تأمين الاحتياجات الإسعافية للمنكوبين فأين هؤلاء الحيتان الذين احتكروا كل شيء و أكلوا الأخضر واليابس , أين هي غرف التجارة والصناعة والسياحة والزراعة.. أين تلك المبادرات الحقيقية القادرة على حل المشكلة الرئيسة للمنكوبين ألا وهي السكن ؟ .
ويتساءل كل مواطن سوري أين الحكومة.. كم زلزال علينا أن نتحمل .. وإن كانت لا تمتلك الإمكانات المادية اللازمة لمساعدة الناس فهل هي أيضا لا تمتلك الإمكانات والقدرة على تفعيل القانون القادر على لجم قذارة تجار الأزمات والكوارث.. إن كانت غير قادرة لا على هذا ولا ذاك فلماذا وجودها ؟ .. لماذا لا تعتذر وتغادر بما يفسح المجال لوصول عقليات قادرة على تلبية متطلبات المرحلة ؟ .
بالمختصر؟ .. عندما تقدم الفعاليات الشعبية اقصى ما لديها من أفعال بينما الجهات الرسمية تقدم فقط أقصى ما لديها من خطابات واجتماعات صورية ندرك تماماً أن ثمة حزن نخجل منه وآخر يبكينا وينتهي الأمر.
الساعة 25: نضال فضة