ثلاثةٌ من مُحركات البلد الرئيسية "عاطلة" والضوء الأحمر اشتغل ..
الساعة 25:نضال فضة
عطلٌ في السلطة التنفيذية حتى باتت لا تعلم أن أسوأ أنواع الحكومات هي التي لم تدرك بعد أن واجبها خدمة و رعاية الشعب لا إدارة حياته والتحكم بها .. لا تعلم أن الحكومات ليست سلطة على الناس ولكنها سلطة لخدمتهم .. لا تعلم أن أتعس الحكومات تلك التي تفرض عليك أن تذكرها بكلمات بذيئة صباح مساء.... لا تعلم أنه ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم أعداء البلد وإنما يكفي أن تكون أحمقاً.
سلطةٌ تنفيذية تجهد لامتلاك مواطن أبله وبمواصفات خاصة لا يستطيع بعدها معرفة هل الحكومات الفاسدة هي نتاج شعوب فاسدة أم الشعوب الفاسدة هي نتاج حكومات فاسدة .. سلطةٌ تعتقد أنها حرفت أنظار الناس عن فشلها وحماقاتها حين شغلتهم 25 ساعة باحتياجاتهم الأساسية, وحاولت تغييب عقلهم من خلال خلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة بل حتى بالصرف الصحي ووو.
عطلٌ في السلطة التشريعية حتى لم يعد ما يسمى الشعب يعلم أهي مُمثلة له أم تُمثّل عليه .. مجلسٌ للشعب مهمته وفق الدستور ضبط عمل السلطة التنفيذية بما فيه مصلحةُ العباد لا أن يكون تحت عباءتها ورهن إشارتها ومتسولاً لتواقيعها.. مجلسٌ لم نشهد له موقف رجولي لا قبل الأزمة ولا خلالها يثلج قلوب الناس ( طبعاً بإستثناء بعض الحالات والمواقف الفردية ) .. مجلسٌ صار عدم وجوده أفضل بعدما تحول الكثير من أعضائه إلى تجار وسماسرة بأي شيء وشكل تشاء .. أعضاء لا نستطيع تغييرهم بالانتخابات لأننا بالأصل لم ننتخبهم .
عطلٌ في " السلطة الشعبية " , أي مايسمى "مواطن" بعدما اغتالت الأزمة وأدواتها صوته وإرادته وأحلامه .. مواطنٌ بات أكثر ما يحزنه هو صعوبة العيش في وطنٍ لا يُحسن إدراك من أنت , هل أنت ابنه أم عدوه .. "مواطنٌ " لم يفهم بعد لماذا بعض الشعوب مثل بعض الحكومات ترفض أن تتغير .. لم يدرك بعد حقيقة أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب, أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك .. شعبٌ لم يعد متاح له التقدم بشيء إلا بالسن أو بطلب هجرة إلى المجهول .. شعبٌ صار يعتقد أن أحلى ما في هذا "الوطن" اسطوانة الغاز وغالون المازوت وكيلو السكر وعروس الزعتر ..
الأعطال تفاقمت , والأزرار الحمر اشتغلت منذرةً بكارثةٍ باتت شبه مؤكدة .. كارثةٌ يمكن التخفيف من وطأتها قدر الإمكان بعملٍ وطني مشترك (رسمي و شعبي) ضد الأسباب التي لم تعد خافية على أحد .. عملٌ يشارك به جميع الشرفاء في هذا البلد وكل من مكانه وحسب قدرته , عملٌ يتجرد خلاله الجميع من المصالح الشخصية لقطع الطريق على أعداء الخارج وفئران وجرذان السفينة التي نأمل أن تجتاز الازمة بأقل ما يمكن من خسائر .
بلدنا ليس أشخاصاً .. بلدنا ليس هؤلاء القذرون الجاهزون لشدّ رحالهم والالتحاق بأموالهم في الخارج متى يشاؤون .. بلدنا هو هؤلاء الذين عانوا فيه ولأجله .. هو الذي يستحق رغم المعاناة والألم حمايته من الوصول إلى نقطة اللا أمل , نقطة اللاعودة والتي اقتربنا منها كثيراً .
قال أحدهم .. أعرف أن الكلمة مخيفة , ولكن الصمت تتجمع فيه القذارات ..