جدل .... مجرد دردشة
السويداء25- فواز خيو:
ما هذه البيانات التي تصدر باسم العائلات؟
كل عائلة تصدر بياناً يدين التعفيش والزعران وغيره.
فكرت أن أصدر بياناً باسم آل خيو وآل الدبيسي كوننا انشقينا عنهم قبل مئة سنة، ولم نسجل فيديو انشقاق وقتها، وهذه هوياتنا ..
أيها الأعزاء .. بدل ذلك سخروا جهدكم لتأخذ الدولة والقانون دورهما.
أعدتمونا إلى عصر ما قبل الدولة وتوغل العشيرة.
ويا حبذا لو رأينا وجهاء حقيقيين يفرضون كلمتهم.
ثمة وجهاء المرحلة ومشتقاتها، الخارجون من تحت الأنقاض، ويريدون إيهامك بأنهم يبنون أبراجاً من نمط برج إيفل.
عقدة الظهور والخطابة والمنفخة تقتل الجميع.
أحياناً أكون مضطراً لحضور عرس أو عقد قران أو غداء، من باب مشاركة الناس،
وتجد كل واحد يريد أن يخطب.
أنا أجلس جانب براد القهوة، أسكب القهوة وأتأمل هذه العقد والبالونات الغريبة.
والله لا العبي ولا الكرافات تصنع رجالاً.
من يصنع الرجال هو الموقف الرجولي. ومركز الرجولة طبعاً في الرأس وليس في العضلات.
حين خرجت أسرتي من الاختطاف، وكان الجميع قد وقف معنا وتعاطف، ومسيرة سيارات ضخمة استقبلتنا عند الصورة الكبيرة، لم أخاطب أحداً.
وحين أقام أخوتي حفل غداء تكريماً لهذه الناس ولزوجتي وابني، وحضر المئات من قرى المنطقة؛ تحدث الكثيرون، بينما أنا صامت، والأولى أن أكون أول المتحدثين.
في عز هذه المحنة تجد الكثيرين لا هم لهم سوى الظهور والشهرة.
أسوأ راقصة نجدها مشهورة ..
الشهرة تساوي صفر إذا لم تكن مقرونةً بعملٍ وجهدٍ ونتاجٍ يعتد بهم ..
جربت الحياة والموت والشهرة والعزلة وكل شيء.
وجدت أن أنفع شيء هو أن يقضي الإنسان لحظة هدوءٍ، يكون فيها منسجماً مع نفسه، وصادقاً معها ومطمئناً إليها.
أيها الأعزاء: بدل كل هذه المظاهر الفاقعة، تعالوا نرمم جراح هذه المحافظة؟ ونعزز دور الأوادم وسلطة القانون.
هذا هو الذي يمنحنا الأمان.
ومن يريد أن يجعل من نفسه وجيهاً، أنا شخصياً سأساعده، بشرط أن يكون محترماً، وأن يكون مصدره أصلياً وليس بضاعة معفشة.