"حرب الأهل هي أمرّ أنواع الحروب" ..العدو الخارجي يخفف العقوبات و تجارنا يعززونها !!..
من المعيب والمؤسف أن أعداءنا في الخارج رفعوا عنا بعض قذارتهم "عقوباتهم" بينما غالبية حيتان سوقنا المحلية مصرّين على مواصلة حصارنا حتى آخر آخر قطعة من ثيابنا وآخر قطعة من أساس منزلنا وآخر قطرة من ماء وجهنا .. حصار يؤكد أن الحروب الحقيقية تدور على جبهات معيشة الناس ونشاهدها فقط عند الانتقال إلى ميادين السلاح ..حصار يؤكد أن لكل أمة وثن و أن وثن هؤلاء الحيتان القرش والدولار .. أنه قد يتعلم المرء الحكمة حتى من عدوه .
الأعداء خارج الحدود رفعو بعض "عقوباتهم" ضمن لعبة أكثر خسة من الحصار ونسيوا أن من لم يكن واثقاً من ذاكرته فلا ينبغي له أن يتاجر بالكذب.. مخطط ظاهره إنساني وباطنه استثمار خبيث لحالة الجشع المتأصلة لدى بعض تجارنا و رؤوس الأموال في بلدنا بما يزيد من تأجيج الغضب الشعبي حيال الأوضاع المعيشية المتردية حتى القاع .
لعبة غايتها المزيد من تعرية هؤلاء الحيتان ومن يدعمهم رسمياً وكل ذلك ليس حباً بنا أو حرصاً علينا وإنما في محاولة لإعادة تدوير الأزمة من خلال دق أسافين جديدة في بنية المجتمع السوري الذي يحاول لملمة جراحه بعد حرب وقحة وزلزال لم يرحم .. لعبة هدفها توسيع الشرخ وحالة عدم الثقة بين الناس من جهة و التجار والحكومة من جهة ثانية .. لعبة تحاول إعادة تخريب تلك المواقع في الجسد السوري وخاصة تلك التي جرى ترميمها بعد الزلزال .
"السادة حيتان السوق" : العدو الخفي عدو قاتل وعدونا في الخارج يعول على جشعكم .. اللعبة واضحة فاضحة وباستطاعتكم قلب السحر على الساحر .. بإمكانكم وبالأفعال إثبات أنكم غير ما يعتبركم الأعداء وغير مايراكم أبناء بلدكم .. المطلوب فقط الابتعاد عن أصنامكم و التخلي عن هذا الجشع بما يعيد الحياة والأمل إلى أناس مرهقين لا ذنب لهم سوى أن القدر جمعهم معكم على أرض واحدة.
"السادة الحيتان" : بينما تنظرون إلى عامة الناس على أنهم وجبات شهية عليكم أن تعلموا أن السياسة بلا مبادىء والمعرفة بلا قيم و العلم بلا إنسانية و التجارة بلا أخلاق هي أشياء تدمر الإنسان ..عليكم أن تعلموا أن التجارة بين الأقوياء والضعفاء ليست بيعاً وشراء بل هل حرب وعدوان.. أن تعلموا أن الجشع ليس وجهة نظر .
"السادة المسؤولين" : بينما الله جعل من التجارة رسالة ,عليكم إدراك أنه إذا تعاطت الحكومات التجارة فسدت الحكومات وفسدت التجارة.. إدراك أنه أينما وجدت تجارة ناجحة فحتماً هناك من اتخذ قراراً شجاعاً .. إدراك أن التجارة فى الأحلام والوعود و"سين" المستقبل من أربح التجارات وأكثرها قذارة وخسة.
يقال .. لقد علمونا بأنه يجب أن نسامح أعدائنا لكنهم لم يخبرونا بأننا يجب أن نسامح من يعتبرون أنفسهم معنا أو أصدقائنا.. الحرب لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع بل في قلوب الناس و أفكارهم أيضاً .. الحرب لا تحدد من هو صاحب الحق وإنما تحدد من تبقى .. ولكن هل الحرب أن تلتهم الأرض لحوم البشر ؟!.
الساعة 25: نضال فضة