حنين الجباعي.. تحدت الإرهاب بسلاح العلم وتفوقت بجدارة
الساعة 25-قصة نجاح:
ما بين تموز الماضي وتموز الحالي تسطر حنين الجباعي سطرا بأحرف من نور في محراب الصبر والعزيمة والاجتهاد لتسجل اسما بارزا في محافظة السويداء عبر تحديها آثار الإرهاب ومواجهة ظلاميته وتكفيره بسلاح العلم والنجاح.
حنين التي شهدت ارتقاء والدتها وشقيقتيها أمام عينيها خلال هجوم إرهابيي داعش على قريتها الشبكي في 25 تموز الماضي رمت بنفسها في خزان الماء في ذلك اليوم الأسود كي لا يأخذها الإرهابيون رهينة لتنجو من براثن الإرهاب وتبقى في قريتها وتتابع مسيرة دراستها ضاربة بجدها واجتهادها مثالا في الصمود والصبر وموعدا مع التفوق هذا العام.
وبعزيمتها وإيمانها نسجت حنين التي نالت مجموعا قدره 219 درجة في الثانوية الفرع العلمي بعد طي علامة التربية الدينية أجنحة حلقت بها فوق آلامها وهي تطمح اليوم لتحقيق حلم والدتها الشهيدة بدخول كلية الطب البشري من خلال تحضيرها حاليا للدورة التكميلية لتحسين مجموع علاماتها.
“من يتسلح بالصبر يصل إلى هدفه” عبارة تجسدها حنين بفضل إرادتها وعزمها وإصرارها على كتابة مستقبلها بيدها متجاوزة ظروفها حاملة رسالة لكل العالم بأن الارهاب والرصاص الذي جاء به أعداء سورية ليقتلوا طموح أبنائها تقهقر أمام إرادة الصمود والثبات والنجاح لديهم.
خال حنين مهدي مقلد يبدي اعتزازه بما وصلت إليه ابنة شقيقته مبينا أنها استمدت القوة والعزيمة من المجتمع المحلي الذي وقف إلى جانبها واهتمام إدارة مدرستها ومدرسيها في طريقها للنجاح الدراسي المحمل بطموح والدتها التي فقدتها.
تقول مديرة ثانوية الشهيد عصام حرب في مدينة السويداء سامية الخطيب إن حنين وقياسا بظروفها الصعبة تعد مثلا لكل طالب يسعى للتفوق مشيرة إلى احتضان المدرسة لها و مدى تلقيها للتشجيع من زملائها و الكادرين الإداري و التدريسي و مديرية التربية.
وتبقى الشابة حنين واحدة من حالات كثيرة مشابهة في سورية لأشخاص طالهم الإرهاب الذي تتعرض له بلدنا والذين أكدوا فشل الإرهاب في النيل من إرادة الصمود والحياة لدى الإنسان السوري.
سانا- عمر الطويل