شبكة الاتصالات تحرق أعصاب السوريين وتتصدر القوائم السوداء لأسوأ أداء ..
#الساعة_25:نضال فضة
ربما فاتورة الهاتف هي أبلغ دليلٍ على أن الصمت أوفر بكثير من الكلام , لكن الأكيد أن فاتورة الصمت عن رداءة شبكة الاتصالات في بلدنا باهظة جداً و تتجاوز حدود الأرقام .. الأكيد أن الزمن عليه التوقف طويلاً ريثما تتمكن من إتمام مكالمة خلوية واحدة بنجاح .. ريثما تتأكد أن الأحذية والشركات والأشخاص والقرارات إن سببوا لك الألم فهم ليسوا على مقاسك .. ريثما تتأكد أن العهر الاقتصادي والمتاجرة بحقوق الناس يدفعها دائماً من لا حول لهم ولا قوة .
المواطن السوري الذي اعتاد أن يلي فقدان أية مادة أو رداءة أية خدمة قراراً برفع السعر كمبرر لمواصلة توفيرها وتقديمها , هذا المواطن متخوف اليوم من ارتفاعٍ جديد بأسعار خدمات الاتصالات وخاصة الإنترنت والخلوية في وقت يعاني الويلات لتأمين أبسط مقومات الحياة .. في وقت هو مجبرٌ على دفع أي سعرٍ جديد لأن معظم "الخدمات" المقدمة له صارت عبر شبكة الاتصالات "البطاقة الذكية" .. أي لأنهم يضغطون على يده التي تؤلمه.
شركات الاتصالات رفعت مؤخراً اسعار خدماتها بذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار ودفعها أجور الخدمات بالقطع الأجنبي للشركات المزودة عالمياً .. بذريعة ارتفاع تكاليف التشغيل كسعر مادة المازوت اللازمة لعمل محركات الديزل في ظل انقطاع الكهرباء الطويل وكل ذلك تحت بند "ضماناً لاستمرارية تقديم خدمات الاتصالات"..
الأسعار ارتفعت بالرغم من أن هذه الذرائع لا يمكن أن تنطلي على عاقل في هذا البلد باعتبار أن الشركات المشغلة لخدمة الاتصالات( سيرتيل و ام تي ان و السورية للاتصالات) تمتلك قدراتٍ مالية هائلة قادرة على توفير مستلزمات خدمات حقيقية وبكل سهولة .. والمفارقة أن أسعار الاتصالات ارتفعت وسوية الخدمات تراجعت بشكلٍ مُعيب وكأن هذه الشركات تنافس عالمياً على جائزة اسوأ خدمة اتصالات بعدما تصدرنا قوائم البلدان الأكثر فساداً وفقراً وتقييداً لحرية الاعلام و التعبير ووو..
اتصالات رديئة ومُخجلة بالرغم من أن عقود تشغيل الهاتف الخليوي تؤكد ضرورة التزام الشركات المشغلة بتأمين واستخدام كافة الخدمات والتقانات الحديثة التي تُنتَج في العالم خلال فترة التنفيذ والتي من المفترض أن تنتج عنها خدمات حديثة وناجحة وهو ما نفتقده منذ اطلاق هذه الخدمات وحتى اليوم.
البعض يرى أن رداءة الاتصالات هي أسلوب احتيال جديد لتحصيل أكبر مبلغ ممكن من الزبون الذي لن يستطيع إكمال مكالمة أو الحصول على خدمة على الشبكة في وقت قصير.. أي مدة مكالمة أطول يعني دفع أكثر .. أي احتيال يعود بالنفع الكبير على مالكيها وعلى الحكومة الشريكة بالعوائد خاصة وأنها اليوم متفرغة فقط لخلق قنوات تحصيل جديدة للمال غير آبهةٍ بتداعيات ذلك على المواطن .
وهناك من يقول أن تردي الاتصالات هو نوع من الترويج للمشغل الثالث الموعود , أي أن البلد أصبحت بحاجةٍ ماسة له , هذا المشغل الذي عليه دخول السوق في ظل أسعار مناسبة يسير في سياقها وتنقذه من ورطة المشاركة بعملية رفع أسعار قد تفقده الزبائن المحتملين .. و هناك من يقول إن اللذين يرون المال هو كل شيء يعملون لأجله كل شيء .
بالمحصلة بينما البلدان الأخرى تعمل للتواصل مع مخلوقات فضائية محتملة, ما نزال نحلم بمكالمة خلوية واحدة ناجحة ,أو بخدمة إنترنت مقبولة.. ما نزال لا نريد إدراك أن رداءة شبكة الانترنت هي اليوم عائقٌ كبير أمام أي فرصة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ..ما نزال نسأل هل فعلاً الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس .