2018 Sep 12

"فؤاد أبو سعدة" يعيد بفنه الحضارة العربية إلى برشلونة

السويداء25- نادين العريضي:

لم يكتشفه أحد .. ولكنه وجد نفسه مندهشاً بما يرسم منذ الصغر وما زال حتى الآن ..

في الثامنة من العمر شدّته أشكال الحيوانات الأليفة فكانت البداية المبكرة .. وبعدها تجرأ على الرسم الزيتي فرسم منظر غروبٍ لا تزال أشواقه في نفسه حتى الآن كما قال.

فؤاد أبو سعدة ابن مدينة السويداء تولد عام 1946 من أوائل خريجي كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق .. باحث عن الجمال في الإنسان وفي الكون .. كان الظهور المبكر له يحمل ملامح تجديد في الفن التشكيلي السوري تلمّسه النقاد في ستينيات القرن الماضي وبداية السبعينيات.

عن الرحلة والطموح اللذان لا يتوقفان طالما هناك حياة يقول أبو سعدة:

"في سنوات الدراسة الأولى كنت نشطاً في السويداء بنادي الفنون الجميلة الذي كان يجمع خيرة مواهب المحافظة وطاقاتها الإبداعية في المسرح والموسيقى والرسم، وكنت أتابع دراستي وأشارك في معارض مع زملائي الفنانين"

ويضيف "كان للانكسار الكبير في حرب الـ٦٧ أثراً كبيراً في عملي ما جعلني أتحول شيئاً فشيئاً إلى رسم الوجه الذي عرفت به طويلاً، ودون مناقشة الأمر كان الشخص محور مشروع تخرجي عام 1972، وذات يوم دخل الأستاذ الياس زيات برفقة صبري القباني إلى المرسم وأنا أحضر مشروعي وبمجرد أن رأى اللوحة الرئيسية قال: هذه هي الغرنيكا العربية -في إشارة إلى غرنيكا بيكاسو التي تعرض مأساة الحرب- وهي لوحة جدارية لا تزال موجودة في كلية الفنون الجميلة بدمشق".

يحمل أسلوب أبو سعدة جمالياتٍ لونية وخطية تنحو نحو التجديد لتجاوز طرق التعبير المألوفة فالطابع الأبرز في أعماله التعبيرية القوية التي تصل إلى عمق النفس، حيث أتاح له السفر زيادةً في المعرفة وتجديد منطلقات الإبداع والتعبير.

يقول "بعد نقل معرضي بمساعدة الأديبة المرحومة سلمى الحفار الكزبري إلى بيروت عام 1975سافرتُ إلى الجزائر متعاقداً بشكل شخصي للتعليم فيها، وهناك قضيتُ أولى مراحلي في الهجرة التي استمرت عشر سنواتٍ ختمتها باقتناء المتحف الوطني في الجزائر لعددٍ من أعمالي، ثم انتقلت إلى برشلونة عام 1987بموافقةٍ مسبقة لدراسة الدكتوراه، وبدأت البحث بأطروحتي حول /أثر بول كلي في الفن العربي الحديث/ بين برن في سويسرا وتونس، ولكن أعاق تقديم الأطروحة ظروفٌ ماديةٌ فقط، والآن أطروحتي تنتظر الفرصة المناسبة في برشلونة أو غيرها".

يقيم أبو سعدة في برشلونة منذ ثلاثين عاماً لكن جمال إسبانيا لم ينسهِ بلده يقول:

"السويداء وسوريا في القلب دائماً لا يكاد يمر يومٌ إلا والوطن في الذاكرة الحية وكأني لم أبتعد عنه، ولذلك فأنا دائم السفر إلى سورية لرؤية الأصدقاء، وأقمت حتى الآن أكثر من 70 معرضاً مناصفةً بين الشخصي والجماعي في سوريا وإسبانيا وألمانيا والجزائر وتونس والنمسا وفرنسا، ومن أهمها المعرض الأول لاتحاد الفنانين العرب في بغداد 1972 وبينالي برشلونة الثاني 2007، وأهم المعارض الشخصية معرض مقر الأمم المتحدة في فيينا 1980، وتسلمت جائزة من مدام الليندي في معرض إهداء لمتحف التشيلي في افريقيا عام 1983".

أبو سعدة عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العالمي، وعضو في رابطة الرسامين العرب في "كاتالونيا اباك".

وهو يمتهن الفن والفن فقط ويتحمل قسوة ذلك ....

هذا هو ابن البلد فؤاد أبو سعدة ...