درس الطب بين الوحدة والانفصال.."كمال الفقيه" أول طبيب عينية في السويداء
الساعة 25- ابن البلد:
يستعد الطبيب “كمال الفقيه” من أبناء مدينة “السويداء” لطباعة الكتاب الأول من نوعه في المحافظة كوثيقة لتفاعلات الحياة الصحية فيها، والذي يضم رصيد ذاكرته في العمل الطبي منذ العام 1967 وحتى اليوم، إضافة للكثير من الأحداث والأفكار والأسماء الموثقة منذ أن كانت تسمية الطبيب بالمداوي بترخيص من سلطات الاحتلال الفرنسي وقبلها العثماني، مستعيناً بذاكرة كبار أهالي الريف والمدينة.
مسيرة “الفقيه” المهنية الذي عاصر أحداثاً مفصلية بدأت كطبيب مقيم في المشفى الوطني بالمحافظة، لكن لدراسته الطب رواية خاصة يقول عنها: "كنت من بين 31 طالب في الشعبة الوحيدة للفرع العلمي بمدينة “السويداء” وقد أوفدت خلال الوحدة بين “سوريا ومصر” إلى جامعة “عين شمس” للدراسة فيها حيث درست ثلاث سنوات لكني عدت بعد الانفصال وأكملت دراستي في جامعة “دمشق” وتخرجت منها".
ويضيف: "في عام النكسة كنت طبيباً مقيماً في مشفى “السويداء الوطني”، وقد نلت وسام السادس من تشرين تكريماً لخدماتي خلال حرب تشرين التحريرية حيث لم يكن يتجاوز وقتها عدد الأطباء في المشفى الوطني عدد أصابع اليد".
رحلة التخصص في مجال طب العيون بدأت من “ألمانيا” بعد حرب تشرين، لكنه عاد لمدينته ليؤسس فيها أول عيادة عينية في العام 1977، يقول: "لأكثر من عقد من الزمن كنت طبيب العينية الوحيد بالمحافظة أداوم في الليل والنهار، إلى أن جاءت الطبيبة “خلود معروف” بعد 11 عاماً من عملي وحيداً لنكمل معاً مسيرة خدمة مرضى العينية بالمحافظة وتقديم العلاج اللازم لهم".
في بداية السبعينيات تشارك “الفقيه” مع عدد من الرفاق مثل الدكتور نزار ملحس و “عبدي الأطرش” فكرة تأسيس شعبة للهلال الأحمر في المحافظة ومازال إلى اليوم يؤدي عمله فيها متطوعاً مسخراً أدوات عيادته وخبرته الطبية لخدمة العمل الهلالي أيضاً.
عام 2002 كان مرحلة عمل جديدة قرر فيها الطبيب التقاعد من عمله في عيادته الخاصة وقدم معداتها هدية لشعبة الهلال الأحمر لكنه استمر في العمل بالعيادة التابعة للهلال ويعمل فيها يومين أسبوعياً، لكنه يستعد قريباً للتقاعد من عيادة الهلال أيضاً بعد قرابة الشهر.
يؤكد المدير السابق للهلال الأحمر “هايل القنطار ” في حديثه إن للطبيب “الفقيه” بصمات مشرقة في تأسيس الهلال الأحمر بالمحافظة وتطوير عمله، وقد برز كواحد من الهلاليين أصحاب النظرة المستقبلية الثاقبة في المجالات الإدارية والطبية، مما أهله لعضوية مجلس إدارة الفرع لسنوات طوال، بذل فيها الجهد لإنجاح خطط الفرع، وقدم عيادته مجاناً للهلال الأحمر وخصص يوماً بالأسبوع لمعاينة المرضى مجاناً فيها، كما تم انتخابه لتمثيل المنظمة في أكثر من مؤتمر دولي حظي فيها بإعجاب المؤتمرين للأفكار الإنسانية الخلاقة التي عرضها، منها مشاركته في مؤتمر دول الشرق الأوسط في “كينيا” عام 2006
يشار إلى أن “الفقيه” شغل خلال سنوات حياته مهام أخرى منها مدير صحة “السويداء” وعضو النقابة المركزية للأطباء لأربع دورات كما مثل جمعية أطباء العيون في عدد من المؤتمرات العلمية والطبية التي طورت تجربته العلمية وخبرته الطبية إلى أن تقاعد من العمل النقابي في العام 2013، كما عرف عنه حبه للسينما واستضاف في منزله أعضاء النادي السينمائي بالمحافظة في الوقت الذي غابت فيه دور السينما عنها
سناك سوري- رهان حبيب