فاتورة التملّق كسرت ظهر البلد !!..
كشفت الأزمة أنه مثلما نملك طاقة هائلة على الصبر نملك قدرة هائلة على التملّق الفردي والجماهيري لا مثيل لها في العالم دون إدراك أن فاتورة هذا التملق ضخمة وتفوق فاتورة الفساد.. فمن يعرف كيف يتملّق يعرف أيضا كيف يحتال على القانون , وكيف يقتل ويسرق ويرتكب الفواحش.
التملّق درجات أدناها تملّق العامة للعامة وأوسطها تملّق خاصة العامة لخاصة العامة وأخطرها تملّق مسؤول لمسؤول أعلى على حساب المصلحة العامة متناسين أن المتملّق هو في أدنى درجات البشر وأن التملّق بمثابة الجزية التي تدفعها الرذيلة للفضيلة , بل هو الجرأة على التبشير بالنزاهة والإصلاح من وكر الفساد.
التملّق الذي كان يقتصر يوماً ما على حثالة من المنافقين الفارغين اللاهثين وراء المال والمناصب توسّع ليطال بعض الطامحين اليائسين من أي تغيير وكأنهم لا يعلمون أنه في سباق الفئران حتى لو ربحت ستبقى فأراً .. أنه لا وجود لمتملّقين مزيفين فجميعهم أصليين .
للمتملّق مواصفات منها ابتلاعه لكبريائه وقبوله الإهانة التي تمارس عليه .. التزييف والخداع شعاره والكذب والنفاق دينه .. غايته تبرر له وسيلته المتبعة ومصلحته مقدمة على حساب كرامته.
بالمحصّلة إن وصول المتملّق إلى مواقع الاقتصاد والتعليم والتربية والإعلام ووو .. يعني فشل هذه القطاعات .. يعني هدر المبالغ التي تم صرفها عليها وحرمان الناس والبلد من خدماتها الحقيقية .
بالمحصّلة أكثر إن استمرار معادلة (التملق , الولاء , المنصب) يعنني أننا مستمرون بالانحدار والتدهور .. يعني مستمرون بملاحقة الفساد عبر الميكروفونات فقط .. يعني الإصلاح لن يتجاوز حدود الاجتماعات والخطابات.
أيها المنافقون من زملائنا وجيراننا وشركائنا في مؤسسات وخيرات البلد, الفرق بين المجاملة والنفاق هو كالفرق بين كلامنا وكلامكم .
الساعة 25: نضال فضة