قرية شعف أعلى هضبة بركانية خامدة في السويداء.. طبيعة خلابة وآثار موغلة في القدم
الساعة 25- ضيعتنا:
تتربع قرية شعف على أعلى هضبة بركانية خامدة في الريف الشرقي لمحافظة السويداء وتتميز بطبيعتها الجبلية الخلابة ومغاورها وكهوفها وآثارها الموغلة في القدم، وتزين البيوت القديمة القرية التي يزيد ارتفاعها على 1640م عن سطح البحر وتكسوها الثلوج في فصل الشتاء.
واسم شعف يعني أعلى قمة في الجبل أو أعلى نقطة فيه ومنها شعاف الجبال وشعفة الجبل رأسه والجمع شعاف وهي رؤوس الجبال وشعفة كل شيء أعلاه.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان إلى أن شعف لها أهمية تاريخية كبيرة وشهدت عدة حضارات تعاقبت عليها وتعد من أقدم القرى المسكونة في منطقة حوران ويعود تاريخها إلى العصر البرونزي ووجدت في كهوفها ومغاورها رسومات صخرية للإنسان القديم تعود لنحو 5000 سنة قبل الميلاد كما عثر في تلتها على فخار وقطع أثرية ترجع إلى عصر البرونز الحديث أي نحو 1500 إلى 1200 قبل الميلاد.
ويلفت كيوان إلى أن شعف تضم آثاراً تعود إلى الفترتين النبطية والرومانية وبركة ماء قديمة ومجموعة من الكتابات الصفائية والعربية العائدة للفترة بين عامي 300 و 200 قبل الميلاد حيث وجد في إحدى هذه الكتابات اسم القرية شعف بالإضافة إلى مجموعة من الكتابات العربية العائدة للعهدين المملوكي والأيوبي وذكر فيها أيضاً اسم القرية.
وذكرها مؤرخ الغساسنة حمزة الأصفهاني في كتابه “سني الأرض” باسم مدينة شعف أو مدينة المغاور والكهوف لكثرة ما تحويه من مغاور وكهوف يصل عددها إلى أكثر من مئتي مغارة تم توثيق ورفع ما يقارب ثمانين مغارة منها من قبل دائرة آثار السويداء وهذه المغاور تتوضع بعضها فوق بعض بشكل شاقولي داخل التل وكانت تستخدم كمراكز مراقبة حيث تتصل فيما بينها بممرات أما المغاور في سفح التل فكانت تستخدم للسكن ووجد فيها بعض الآبار للشرب.
يشار إلى أن قرية شعف تبعد عن مدينة السويداء نحو 34 كم وتطل على العديد من القرى المجاورة كالرشيدة والحريسة وسالة وتل اللوز وطليلين.
سانا- سهيل حاطوم