لماذا يذبل الحوار الأسري ؟؟
السويداء25- وعد أبو علوان:
عماد الحياة الأسرية الصحيحة هو الحوار الصحيح والمزهر دائماً لينشر عطر المحبة والاستمرار ..
توهجت فكرة هذا الموضوع أثناء جمعةٍ نسائية .. بدأنا بالتحدث بشكل عفوي ..
قالت هادية بألم .. أتعلمن اكتشفتُ مرضاً جديداً يصيب الإنسان هو التصحر ..
ابتسمتُ متسائلةً كيف؟!
قالت هو الصمت بين الأزواج مرضٌ خطير ونتائجه أخطر، يموت الحوار لتجف شجرة المشاعر وتذبل الأحاسيس لماذا؟!
ربما مشاكل الحياة الكبيرة قُلت ..
همسَت تصورن يمكن أن نجلس أنا وزوجي وأولادي لساعاتٍ دون أن نتحدث، كيف لآلةٍ صنعها الإنسان ليستفيد منها أن تسجنهُ .. كلٌ مشغولٌ بجواله صدق من سماها الشبكة العنكبوتية، بدأت تسحب منا كل التواصل البشري الحقيقي ..
وقفتُ حائرةً لا أملك إجابات .. شردتُ بعيداً بملامحها الهادئة ..
وتابعنَ حوارتهن .. بدأت لينا حديثها كأنها تقول لنا سراً خطيراً، بدأ الصمت يسيطر على حياتنا بعد ولادتي طفلي الأول وتغير مظهري، لم أعد أسيطر على وزني. قاطعتها: يمكن أن يكون ما تشعرين به هو خيالٌ فقط بسبب ضغط المرحلة الجديدة في حياتكم.
قالت: لا ليس صدفةً توصلتُ لهذه القناعة بسبب نظرات زوجي لكل نحيفةٍ تمر جانبنا وأحياناً يقولها صراحةً متى تعودين كما كنتِ، وكنت كرد فعلٍ أهمل مظهري أكثر فأكثر فحل الصمت ضيفاً ثقيلاً على حياتنا التي اقتصرت على الأساسيات فقط.
تعددت أسباب التصحر الأسري كلما تحدثن أكثر ..
قالت فاتن: لم نعد نلتقي أنا وزوجي إلا في سرير الزوجية وكأنه لدينا واجب فقط نؤديه تجاه بعضنا، اتسعت فجوة الصمت بيننا والفتور وإن تحدثنا يكون نقاشاً حاداً جداً فأشعر بالانزعاج أمام الأولاد، ولكي لا أسبب لهم الضغط النفسي أختصر الحديث وألجمُ نفسي عن الكلام.
سألتها: ما هو سببُ الحوار الحاد دائماً!؟ قالت: طبعاً المعيشة الصعبة هذه الفترة والتشتت بكل مظاهر الحياة.
نقلتُ حواراتهن لصديقةٍ تعمل أخصائيةً اجتماعية الأستاذة عبير كحل لعلنا نعرف سبب المشكلة وحلولها فقالت هناك أسباب متعددة منها:
وتيرة الحياة المتسارعة بما فيها من ضغوطاتٍ مادية وقلقٍ من المستقبل وخاصةً بوجود الأطفال مما يجعل الأهل منشغلين دائماً فيأخذ الأطفال الحيز الأكبر من وقتهم وعواطفهم، واختلافُ الاهتمامات والميول فتتسع فجوة الصمت.
و لكن هناك حلول بالتأكيد
الاحترام داخل الأسرة إن كان بين الزوجين مع بعضهما وتجاه الأبناء، والحوار الهادئ ولو كان لفترةٍ قصيرة فهو مهم وبشكل يومي، وتدريب الأبناء منذ الصغر على لغة الحوار والشعور بالمسؤولية تجاه الأهل والأخوة، إضافةً لتنظيم الوقت وهذا شيء مهم من خلاله سيجد الزوجان الوقت الكافي لمد جسور التواصل بينهما ومع الأبناء، والإنصات وإعطاء اهتمام للرأي الآخر.
ختام القول عندما نزرع بذور المحبة ونرويها بماء الاهتمام ستستمر الحياة أجمل.