ماجد الصباغ.. أول شيف يرفع اسم سوريا إلى العالمية
السويداء25- نادين العريضي:
لم يَكُن الطبخُ هوايتَهُ يوماً، ولم يكن يرى نفسه في هذا المكان ولكنَّها الصُّدفُ والأقدارُ.. مقترنةً بجُملةٍ واحدةٍ قالها مُدَرِّسوه كانت كفيلةً بتغيير حياته ليبدأ رحلة اختصاصه بحرفية نحو العالمية..
"ماجد الصباغ".. ابن قرية الكفر في السويداء.. غادرها إلى الإمارات عام 1997.. ويعود اليوم لزيارتها حاملاً في جعبته نجاحاً له ولبلده سوريا.
وفي لقاء حصري للسويداء25 قال الصباغ:
"لم أكن أميلُ إلى الطهي يوماً، بل كان السَّفرُ هاجسي، ومع ذلك تخرجتُ من مركزِ التدريب السياحي والفندقي في دمر بتفوق، بعد أن غيّر المُدرسون نظرتنا إلى المهنة وعلمونا أهميتها وأبعادها التي تتجاوز كونك طباخاً يُحَضِّرُ الطعام، فقد أثرت بي جملةٌ قالها أُستاذَيّ فوّاز الطويل وفوّاز خوري في اللقاء الأول معنا عندما نبهانا فيما إذا كنا نعتقد الطهيَ عبارةً عن طنجرةٍ وسكين فالأفضل ألا نضيع وقتنا، إذ يمكننا العمل في أي مطعم لنصبح طبّاخين، أما إذا اعتبرناها مهنةً محترمةً نقدم من خلالها خدمةً يوميةً للآخرين فلنتابع دراستها بجدية"..هذا الكلام شدّني فكتبتهُ واحتفظتُ به منذ ذلك اليوم، ثم طورته وأستخدمه الآن مع طلابي في جامعة عجمان التي أدرّس بها، وفي مركزي الخاص في الشارقة (مركز الشيف الدولي للتعليم والتدريب الفندقي) وهو الأول من نوعه في الإمارات في تدريس علوم الضيافة ومهنة الطهي"..
وعن بدايته في الإمارات قال:
"الإمارات بلدٌ منفتح، والسياحة فيه قوية، مما يوسعُ فرصَ العمل ويخلقُ التحدي والتنافس وفيها تستطيعُ تطويرَ نفسك بإدارة المهنة من خلال العمل والتدريب واثقاً أنَّ من يتعب سيحصد نتيجة تعبهِ..
عملت فيها بفنادق 5 نجوم، وتنقلت في أكثر من مكان حتى أصبحت مستشاراً لقسم الضيافة في نادي سيدات الشارقة، ورئيسَ الجمعية السورية للطهاة، ونائبَ رئيس جمعية الإمارات للطهي.
وبدأت أفهم مهنة الشيف، وعرفتُ أنها لا تعني الطبخ بل إن أسهل ما فيها الطبخ، فهي ثقافة الطعام وعلاقته بحياتنا وصحتنا وكرمنا وضيافتنا، فعلى الشيف أن يكون صاحب ذوق وإدارة قوية، ومُلماً بالمحاسبة والفيزياء والكيمياء، إضافةً للمعلومات الطبية، كما يجب أن يحافظ على لباقته فأساس مهمته هي الاهتمام بالزبون الذي يعتبر رضاه مقياساً لنجاحه".
ماجد الصباغ لديه 4 كتب، آخرها كتاب أكاديمي لتعليم المهنة يُدَرَّس حالياً في جامعة عجمان، وهو أولُ حكم سوري وثالثُ حكمٍ عربي مُعتَمد من قبل منظمة الطهاة العالمية (world-Chefs) لمسابقات الطهي، وأول ماستر شيف في آسيا وأفريقيا (وهي شهادة دراسية معتمدة من منظمة الطهاة العالمية/ أعلى جهة مانحة في هذا المجال)، كما أنه الشيف رقم 623 الحاصل عليها من أصل 12مليون شيف مُسَجَّلين بمنظمات الطهي حول العالم، وعضو في لجنة الأكل التراثي والتقليدي في العالم .. له برنامج على تلفزيون الشارقة منذ عام 2006، ويكتب في "مجلة مرامي" منذ صدورها عام 2008.
يقول ماجد:
"السوري ناجح أينما وجد وأنا أُقدم نفسي دوماً كسوري يمثل بلده، فقد مثّلتُ سوريا في أول مسابقة دولية للطهي في الصين 2012 وحصدنا الميدالية الذهبية عن الطبخ السوري الذي قدمناه، كما شاركت في مؤتمر كوريا ممثلاً بلدي ثم تابعتُ في الكثير من الدول".
أما عن تأسيسه الجمعية السورية للطهي فيقول:
"كان تأسيس الجمعية هاجساً لي منذ أن شاركت عام 2012 بأول مؤتمر لمنظمة الطهاة العالمية المُؤسَّسة عام 1928، ولثقتي بأنَّ في سوريا إمكانياتٍ مؤهلةً بدأتُ العملَ على الموضوع، وفي 2016 -في مؤتمر اليونان- تم تسليمنا شهادة العضوية الكاملة وأصبحَت سوريا عضواً مشاركاً في منظمة الطهاة العالمية، وستكون مشاركتنا القادمة في ماليزيا هذا العام.
وعن رسالته يقول:
"ربما تأتّى نجاحي من أنني لم أنظر يوماً للمهنة من باب ربحي، فمن حسن حظي أنني فهمت البعد الآخر لها حتى وصلت إلى القناعة التامة بها، وأدركتُ أهميتها ومتعتها أكثر كلما رأيتها في المؤتمرات الدولية.
طموحي كطموح أي مغترب، أن يعود مع أولاده لبلاده وينجح بين أهله، ومبدأي أن نجاحك يكون من خلال ما تقدمه للآخرين (خير الناس أنفعهم للناس)، ولذلك هناك فكرة حالياً لتأسيس فرع لمركز الشيف الدولي في سوريا لنقلِ ما تعلمته إلى أبناء بلدي، وإقامة منتجع سياحي في السويداء"..
أن تكون سوري فأنت تحب بلدك هذا أمر بالجينات لكن أن تكون مغترب سوري فهذا الحب مضاعف.
هذا هو ابن البلد ماجد الصباغ....
للمتابعة على الفيس بوك Chef majed alsabagh
أنستغرام Majedalsabagh