متى يكون القانون مُحترماً ؟ !!...
الساعة 25:نضال فضة
بينما هناك من يرى أنه حتى في الموسيقا صوت الطبل أعلى من صوت القانون, هناك من ينادي بحتمية أن يكون القانون مثل الموت الذي لا يستثني أحداً .
بينما هناك من يعزف عن القانون من أجل العزف عليه ,هناك من يخاف القانون لقناعته أن الظلم أحياناً لا يأتي من القاضي وإنما من القانون بحد ذاته .. ويبقى السؤال هل علينا أن نخاف القانون ومتى يكون مُحترماً ؟.
"إذا أردنا احترام القانون , فعلينا أن نجعله ُمحترماً " .. هي معادلة تختصر مواصفات القوانين الصحيحة .. معادلة تؤكد أن الكثير من القضايا لا تحلّها صرخات الإعلام أو الشارع وإنما العدالة .. تؤكد أن القوانين السيئة تشبه شباك العنكبوت تقع فيها الطيور الصغيرة وتعصف بها الطيور القوية .. أن القوانين السليمة هي التي تنال رضا غالبية المجتمع وخاصة الفقراء.. أن غاية القانون السليم ليس منع أو تقييد الآراء المنطقية بل حفظها وتوسيعها .
بينما يقول أرسطو إن الفلسفة علّمته أن يفعل دون أوامر ما يفعله الآخرون خوفاً من القانون , تقول قوانين الفيزياء إن الضغط يولّد الانفجار فيما ترى قوانين الاجتماع أن الضغط يولد النفاق الاجتماعي .
تختلف الآراء لكن المنطق يُصرّ على حقيقة أن القانون السليم هو مخلوق جميل ضميره وحواسه الست تعمل كرادار على مدار الساعة .. رادار قادر على تمييز التحركات المعادية من الصديقة .. تمييز الأبيض من الأسود , الحق من الباطل , البريء من المظلوم .. مخلوق لا يغريه المال ولا أحمر الشفاه .. لا يسمح بأن يكون أداة رخيصة بيد القاضي أو أي جهة.. لا يهمّه فلان أو ابن او ابنة فلان وإنما ماذا فعل أو فعلت .. هو مخلوق لا كبير عنده إلا الحق .
بالمحصلة الشخص المحترم لا يحتاج إلى القانون ليتصرف بطريقة صحيحة بينما الشخص القذر سيجد دائماً طريقةً ما لمخالفة القانون, لذلك لا يجوز صناعة أنف القانون من الشمع .. لا يجوز أن يكون للبشر سلطة عليه .. لا يجوز تفصيله لغاياتٍ ضيقة قوامها المزاجية والمصالح الجانبية .. القانون الحقيقي لا يخافه أصحاب الحق والآراء المنطقية .. هو ملاذ الدراويش والمظلومين وعدو الفاسدين والمنافقين واللصوص .