2022 Jul 08

من سرق العيد .. من قتل الفرح فينا ؟!!

 الغزال في البيت ليس غزالاً بل دجاجة , فالغزلان خُلِقت لتركض في البراري لا لتختبئ "..

هي حكاية العيد الذي وجدوه مقتولاً على "طريق الأزمة" بعدما سرقوا تاريخه وأدوات هيبته .. حكاية الذين يحاولون اختصار أيام شهر رمضان إلى ثلاثين حلقة تلفزيونية , اختصار أيام عيد الأضحى إلى أربع مسرحيات هزلية .. حكاية الذين يحاولون جعل أعيادنا مجرد عطلة عادية أو ورقة في روزنامة جدارية..

 عندما كنا صغاراً كان العيد بالنسبة لنا قطعة لباس جديدة وعيدية متواضعة نشتري بها بعض الأشياء البسيطة التي تشبه الألعاب , لكن عنما كبرنا اكتشفنا أن العيد هو وطن آمن ومسؤول يخاف الله ويؤمن قولاً وعملاً أن المسؤولية هي تكليفٌ لخدمة الناس وليست امتيازاً على رقابهم .. اكتشفنا أن العيد هو راتب حقيقي محترم وقانون لا يستثني أحد .. أن العيد كهرباء وغاز ومازوت وبنزين ووسائل نقل آدمية .. أن العيد رغيف وماء و زيت وسكر ومستلزمات المعيشة البشرية .. أن العيد عائلة متحابة وأصدقاء وزملاء وجيران غيارى على بعضهم ..اكتشفنا أن العيد يبقى ويستمر بينما الأطفال هم فقط من يتبدلون..

عندما كبرنا وليتنا لم نكبر اكتشفنا أن بعض هؤلاء الأطفال الذين كبروا وليتهم لم يكبروا أصبحوا وحوشاً تنهش بلحم أبناء البلد وخيراته .. اكتشفنا أنه إذا تشاجر كلبان على غنيمة تكون من نصيب الذئب الذي يأتي على صياحهما .. أن علينا ألا نستخف بالحمقى وخاصة عندما يجتمعون..

عندما كبرنا اكتشفنا أن العيد بات بالنسبة للبعض وفي ذروة الأزمة فرصة لتبادل النفاق والولاءات والهدايا على شكل مزارع وسيارات وكلاب وشاليهات وحجوزات سفر ووو, بينما هناك من أنهكتهم الظروف ولقمة العيش ولم يعد يستطيعون حتى تبادل كلمات العيد التقليدية..

  عندما كبرنا صار العيد محطة لجردة حساب نذكر فيها من مرّ في حياتنا وترك أثر فينا , نذكر الأحياء والأموات , من سعى لأجلنا ومن تخلى عنّا , لكن هناك من يسأل ماذا عن أولئك الذي قدموا أرواحهم كي تستمر حياتنا ويستمر العيد , ماذا فعلنا لأولادهم وأسرهم ؟ ماذا فعلنا لمن فقدوا بيوتهم وأملاكهم ؟ , هل تقيهم الخطابات والشعارات ذل السؤال و دق الأبواب؟ , هل بقي للعيد معنى لديهم بعدما فقدوا أهم أسراره؟..

بالمختصر ..حين لا تستطيع شراء أبسط مستلزمات العيد لأطفالك كيف ستقنعهم أنه يوم جميل يختلف عن باقي الأيام ؟.. حين يفرض البعض شروطهم القاسية التي لا تتناسب مع حرية الفرح فأين العيد ؟

وأخيراً وبالرغم من التأكيدات أن العيد قد مات غير أن البعض اقسموا أنهم شاهدوه يقف ملثماً في طابور البائسين اليائسين أمام مركز للهجرة والجوازات وبيده صورتين شخصيتين ومصنف سحاب وحقيبة فيها خارطة الفرح ,

لكن حين جاء دوره لم يستطع الحصول على جواز السفر بداعي أنه بدون هوية.... وكل أضحى وأنتم وبلدنا بخير

الساعة 25 نضال فضة