نريد أن نتفاءل ولكن ؟! ..
لأن التفاؤل له أسس وقواعد لم نستطع نحن المتفائلون بالتطورات والانفراجات السياسية تفسير علاقة تسارع هذه التطورات المُفرحة بتسارع "الانفلاجات " الاقتصادية المُحزنة وتدهور عملتنا الوطنية والأوضاع المعيشية للناس .. لم نستطع الاقتناع أن التفاؤل أحياناً ليس له علاقة بالمنطق .. الإقتناع بضرورة أن يكون لدى المرء مقدار من "الدروشة" ما يجعله يؤمن أن الأفضل لم يأت بعد.
عندما نتفاءل نرى أن الوردة التي تتبع الشمس تفعل ذلك حتى في اليوم المليء بالغيوم الداكنة .. نرى أن العقل القوي دائم التفاؤل ولديه دائماً ما يبعث على الأمل .. بالمقابل هناك من يرى أن التفاؤل في هذه الظروف يكاد أن يكون جنوناً .. يرى أن من يديه في الماء ليس كمن يديه في النار .. يرى أن من يحتار كيف يؤمن طعام أولاده بسبب قلة الحيلة ليس كمن يحتار ماذا يطعم أولاده بسبب وفرة الحيلة .
لو فرضنا أننا متفائلون سنجد من يدعو لأن يكون إحساسنا إيجابيا مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات ومهما كانت المؤثرات الخارجية أو الداخلية، لكن بالمقابل هناك من سيتساءل كيف يمكن لهذه الإيجابية أن تتولد وتنمو في مناخات معيشية لا تليق بالبشر.. كيف يمكن أن تنمو وسط تصريحات وإجراءات وقرارات رسمية تكسر الخواطر؟.
لو فرضنا أننا متفائلون لكن ستجد في الشارع من هو غير قادر على فهم لماذا لا يبدو الإيقاع والأداء الاقتصادي مضبوطاً على الإيقاع والأداء السياسي ؟ !! .. لماذا التوترات السياسية تنعكس سلبا على اقتصادنا وأوضاعنا المعيشية وأيضا الانفراجات السياسية تنعكس سلبا على كل مقومات حياتنا .؟ !! . هل نحن استثناء في علوم المنطق والسياسة والاقتصاد ؟ .. لماذا لا يخرج أحد " المسؤولين " ويحل لنا هذه المعادلة بشكل منطقي يكم أفواه "المُغرضين".
بالمحصلة ولأن التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله أعتقد أنه من الأفضل انعاش روح التفاؤل حولنا فالمتشائمين والمحبطين لا يغيرون شيء .. كما أن البائسين اليائسين لا ينتصرون ولا يستطيعون البناء .. بلدنا بحاجة لنا جميعا .. بحاجة لكل توافقاتنا واختلافاتنا .. لكل الموجودين في الداخل والخارج , لكل الموجودين هنا وهناك وما بينهما.
بالمحصلة أكثر وبالرغم من قساوة ما نحن فيه إلا أن الحكمة تقول بضرورة التطلع للأمام مع الاتعاظ من أخطاء الماضي .
الساعة 25: نضال فضة