هكذا يتحول الدواء رسمياً إلى سُم ..!
مؤسف أن تستطيع بضعة شركات أدوية إقناع الحكومة برفع أسعار منتجاتها بذريعة استمرار الإنتاج بينما فشل ملايين المواطنين من إقناعها بزيادة الرواتب بما يمكنهم من استمرار حياتهم .
رفعتم أسعار الدواء وكأنكم لا تعلمون أن التكاليف العالية نصف الداء وأن الطمأنينة والأسعار المقبولة نصف الدواء .. لا تعلمون أن الكثيرين غير قادرين على شراء الدواء بأسعاره السابقة بالرغم من أنهم يحتضرون .. لا تعلمون أن الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ .. بل كأنكم تؤكدون مقولة أن لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها .
رفعتم أسعار الدواء أربع مرات خلال أقل من عام فيما ما يزال الناس يتدربون على ابتلاع المصائب جرعة واحدة .. يتدربون على كيفية الاحتيال على الأمراض التي تحتاج إلى أدوية وأطباء .. يتدربون على التكيف مع القضاء والقدر.
رفعتم أسعار الأدوية بذريعة التناسب مع سعر صرف الأخضر واستمرار تأمين موادها الأولية وكأنكم نسيتم تلك الأحاديث عن مجانية التعليم والطبابة أو تلك التي تنادي بمجانية الرحمة ومجانية الموت.. وكأنكم لا تعلمون أن معالجة جميع المرضى بنفس الدواء يعني موت معظمهم .
هم يتحدثون عن مخاطر عدم توفر الأدوية الضرورية وخاصة تلك المتعلقة بأمراض الضغط والسكر والكلى ووو ويتناسون أن رفعها يعني استحالة تمكن المرضى من تأمينها بالأسعار الحالية فكيف عندما يتم رفعها.. يتناسون أن الدواء المرتفع الثمن هو سم بالنسبة للمريض.
رفعتم أسعار الدواء وتناسيتم مهازل ببيع الأدوية بأسعار أعلى بكثير من لوائح وزارة الصحة .. تناسيتم قيام بعض الصيدليات بتعديل وشطب الأسعار الموجودة على العلب أكثر من مرة خلال فترة قصيرة ..تناسيتم مدى التلاعب بالمادة الفعالة من قبل بعض المعامل .
والسؤال ما معنى رفع سعر الدواء على حساب معاناة الناس وعجزهم حتى عن تأمينها بأسعار منخفضة , ألا يدركون أن الأسعار الجديدة ستؤدي إلى نكسات صحية يستحيل تجاوزها .
ويبقى السؤال كيف تستطيع معامل الأدوية إقناع الحكومة بفكرة أن رفع سعر الدواء مع توفره أفضل من فقدانه نهائياً بينما لا يستطيع الناس من إقناع الحكومة بحقيقة أن الرواتب يستحيل أن تتماشى مع الأسعار الجديدة .. إقناعها بأن المريض اليوم وهرباً من الألم أمام خيارين إما الانتحار أو انتظار عزرائيل .
الساعة 25: نضال فضة