2022 Oct 28

هل تعلم الحكومة حجم خسائر البلد جراء الحالة النفسية السيئة للناس ؟!!..

لأننا نعرفها جيداً , لا أعتقد أن حكوماتنا فكرت يوماً ما بالجدوى الاقتصادية للمزاج العام .. بتأثير هذا المزاج على أداء الشارع وإنتاجه.. بالخسائر التي تتعرض لها الدولة في مختلف المجالات جراء الحالة النفسية المتردية للناس بسبب تداعيات الانتشار الخطير للفساد وأخواته وأدواته.

بمعنى هل تدرك هذه الحكومات أن الأب المهموم بمصاريف ومستلزمات أسرته , لن يكون قادراً على العطاء في مكان عمله , في مؤسسته , في بيته , في محيطه .. الأم المهمومة بتأمين الطبخة و الفطور و سندويشات أطفالها لن تكون قادرة على العطاء في مكان عملها , في المدرسة , في الروضة , في بيتها .. الطالب المرتبك بظروف أهله وبمصاريف الكتب والنقل واللباس غير قادر على الاجتهاد والتفوق .. الخريج الجامعي المنكوب براتب لا يكفيه أجور نقل لن يكون قادراً على الابتكار والابداع .. "المواطن" اليائس من حكوماته غير قادر على أن يكون مواطناً .. ووووووو .

على الحكومات أن تعلم جيداً أن توفر الكساء والطعام والمياه والكهرباء والوقود ووسائط النقل والاحترام والكرامة ووو , جميعها أمور تغير المزاج العام وتعطيه الثقة بنفسه .. عليها أن تعلم جيداً أن هكذا أشياء تعيد ضبط هذا المزاج الذي بدوره يصنع الابتسامة والثقة بالنفس التي بدورها تحرض على العطاء الذي بدوره ينهض بالبلد .

على الحكومات أن تعلم أن سر نجاحها هو مدى تبصّرها لأمزجة الناس وبراعتها في التعامل معهم وقدرتها على خلق توازن بين ثقافة الإدارة مع مزاجهم العام .. أن تعلم ان هذا المزاج يحترم الدستور الذي يؤكد على الحقوق كما الواجبات . على الحكومات إدراك أن الشعب الملدوغ من الأسعار والفساد وتداعياته كما هو غير قادر على العطاء أيضاً هو لم يعد قادراً على التصفيق والهتاف وترديد الأغاني الوطنية .. لم يعد قادراً على فهم الشعارات القومية ولا حتى توصيات الكتب السماوية أو الوضعية..

أيتها الحكومات العتيدة : نحن المواطنون بخير جداً .. فقط لدينا القليل من وجع القلب المزمن وموجات من الاختناق الدائم ونوبات من العصبية والهذيان .. فقط لدينا أنتم والكثير من الخذلان واليأس .

الساعة 25: نضال فضة