2018 Jul 15

"المشنف" .... عروسُ المقرن الشرقي وإحدى أكبر قراه

السويداء25- مجدي معروف:

على بعد 23 كم من مدينة السويداء باتجاه الشرق تطل أمامك إحدى أكبر قرى المقرن الشرقي والتي تحمل في طياتها عبق الماضي وسحر الطبيعة الخلابة، "المشنف" تتميز بموقعها الجغرافي الهام حيث يُنتظر أن تكون مستقبلاً من أجمل القرى السياحية في السويداء لهوائها الجبلي العليل وجمال طبيعتها.

يبلغ عدد سكان المشنف حوالي 4500 نسمة، وتعد من القرى العامرة بشبابها المثقف والطموح المحافظ على العادات والتقاليد، فعندما تشاركهم أفراحهم الغنيةٌ بالفلكلور والأهازيج الشعبية من القصائد والشعر والجوفيات ترتسمُ في ذاكرتك عراقة الماضي بأصالته وجماله.

يعتمد أغلب شباب البلدة في العمل على الزراعة وخاصة التفاح والكرمة، أما البقية من شبانها فمنهم هاجر إلى أميركا اللاتينية ومنهم إلى لبنان ومنهم إلى الخليج بقصد العمل.

وتحتوي المنشف العديد من المنشآت الحكومية منها مؤسسة العمران ومؤسسة الأعلاف ومقاسم للهاتف ودائرة للنفوس ومجمعاً تربوياً، ما جعلها المقصد الأساسي لأغلب سكان المنطقة، وكان للجانب التعليمي تميز خاص حيث يُشهد لهذه البلدة المستوى المميز لطلابها في مختلف المراحل الدراسية، فهي تحتوي مدرستين ثانويتين إحداهما عامة والأخرى صناعية ومدرسة إعدادية ومدرستين ابتدائيتين، ولكنها تعاني من قلة المدرسين بسبب بعدها.

كما يعاني أهالي بلدة المشنف كغيرهم من قرى وبلدات المحافظة من الشحّ الكبير في مياه الشرب وخاصةً أن اعتماد البلدة على السدود وهي الآن خاوية من الماء، والاعتماد الآخر هو على آبار الدياثة  دائمة الأعطال ما سبب حالةً من القلق لدى الأهالي في هذا الصيف الحار، ويعاني أيضاً سكان القرية وخاصةً أصحاب المشاريع الزراعية من الرعي الجائر الذي تتعرض له الأراضي الزراعة وخاصةً القريبة من السد دون حسيبٍ أو رقيب رغم وجود قانون "يحظر الرعي في هذه المنطقة."

وتعد المشنف من أغنى المناطق الأثرية فتجد تحت كل حجر من حجارتها السوداء شاهد يؤكد بأنها موقع أثري لأجمل المدن القديمة التي تعاقبت عليها حضاراتٌ عديدة كالحضارة النبطية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية، كما يقول التاريخ إنها كانت من أبرز المدن والحواضر الحورانية في العصر الروماني خاصةً في فترة الأباطرة الأنطونيين في القرن الثاني الميلادي ومن أهم آثارها معبد المشنف أو القصر الذي يقع في وسط البلدة تقريباً، وذكره العديد من الباحثين القدامى في كتبهم ووصفه الكثير منهم بأنه من أجمل المعابد المزينة بالنقوش والزخارف البديعة.

يذكر أن اسم المشنف جاء من الشيء الجميل والمزين، حيث ورد معنى "المشنَف" بالعربية: شَنَّفَ الكلام أي زيّنه، ولذلك فهي تعتبر جميلةُ المقرن الشرقي وعروسه البهية.