"أيمن أبو خير" .. أحد الحرفيين المبدعين الذين اكتشفتهم لقمة العيش
الساعة25- مجدي معروف:
داعبت يداه الخشنة ألواح الخشب، وامتزجت قطرات عرقه المتعبة المتساقطة من جبينه العريض بألوان التعتيق القديمة، وعانقت ساعات الجهد والعمل الطويلة أروقة حرفته الصغيرة ليجسدوا مجتمعين متناغمين لوحاتٍ فنية غنية بروح الأصالة ومشبعة بزخارف الأجداد.
امتهن أيمن أبو خير الحفرعلى الخشب منذُ ثلاث سنواتٍ فقط بعد تعرضه لإصابةٍ في الظهر منعته من مزاولة أي مهنة أخرى، ليعود به القدر إلى ذلك الفتى الصغير المبدع الذي تطوف لوحاته أرجاء منزل العائلة القديم.
يقول أيمن "للساعة25" بعد إصابتي التي منعتني من مزاولة عملي الأساسي في ديكورات الجبس الداخلية للمنازل وفي الطينة الخارجية والداخلية وتصميم الشلالات والتعتيق والمنحوتات، كانت حرفة الحفر على الخشب ملجأي الوحيد للحياة، خاصةً أنها لا تحتاج لمجهودٍ عضلي كبير.
ويضيف "مع دخولي إلى عالم العمل اليدوي عملت على اللوحات والتحف المنزلية الصغيرة والكبيرة كالسفن الشراعية الخشبية والآلات الموسيقية مختلفة الأحجام مثل الجيتار والتشيلو وأسعى جاهداً لصناعة آلة العود والكمان في حال حصولي على المقاسات النظامية لها، حيث تعد منتجات الحرف والصناعات التقليدية في محافظة السويداء تراث يبين هوية وأصالة هذه المنطقة وأتمنى أن يتم استخدامها في كافة الأنشطة السياحية".
ولضعف الإمكانيات وغلاء أسعار المواد تأثير مباشر على أعماله حيث بيّن أبو خير أنه يعانى من نقصٍ في المواد الخام التي هي أساس عمله مثل الخشب المناسب والأدوات والألوان وغيرها، وذلك لغلاء أسعارها خاصة في ظل الوضع المادي السيئ في سنوات الأزمة، حيث تحتاج هذه الأعمال لرأس مال كبير، خاصةً أنه يعتمد على هذه الحرفة في تأمين قوت العيش له ولأبنائه.
وعن دور نقابة الحرفين قال أبو خير لا أستطيع الاستمرار في عملي الفني دون تقديم المساعدة من قبل نقابة الحرفين التي يمكن أن تؤمن سوق لتصريف المنتجات، حيث يعرض أبو خير منتجاته على البسطات في أزقة الأسواق والحدائق العامة فليس لديه إمكانية لاستئجار محل ولو كان صغيراً لعرض المنتجات وأيضاً بسبب قلة المهرجانات والمعارض للحرف اليدوية.
أيمن أبو خير صاحب الواحد وأربعون عاماً، اجتهد وثابر رغم ألم الإصابة ليكون فنه وإبداعه مسألة وجود في ظل الحياة الصعبة التي يمر بها أغلب أبناء مجتمعنا.
هذا هو ابن البلد أيمن أبو خير .....