الدكتور "كمال الفقيه " .. تاريخٌ عريق لصاحبِ أولِ عيادةٍ عينيةٍ في السويداء
السويداء25- هبة حسون:
الدكتور كمال محمد الفقيه ابن مدينة السويداء تولّد عام 1942، بدأ حياته المدرسية في السويداء وتابع فيها حتى المرحلة الجامعية ثم سافر إلى مصر لدراسة الطب فيها حيث قضى ثلاث سنواتٍ هناك، ليعود إلى جامعة دمشق ويواصل الدراسة بها حتى تخرج طبيباً عام 1967
بعدها بسنتين عُيّن مديراً للصحة حتى عام 1973...
لم يكتف د.الفقيه بهذا .. وإنما تابع دراسته الأكاديمية في ألمانيا ليختصّ في طب العيون وجراحتها .. ويعطي من خبرته الأكاديمية لمحافظة السويداء التي كانت حينها تفتقر إلى أية عيادةٍ عينية .. فافتتح عيادته عام 1977، إضافةً إلى إدخاله شعبة العينية إلى مستشفى السويداء والتي كان الطبيب والمناوب الوحيد فيها لسنوات.
عطاؤه وحبه لمساعدة الناس وتقديم العلاج لهم بالمجان قرّبه منهم وزاد ثقتهم به مما أهّله ليكون في موقع المسؤولية، حيث ساهم بتأسيس فرع مستقل لنقابة الأطباء في السويداء أسوةً بباقي المحافظات، وفي لقاء مع السويداء25 قال: "كنت عضوَ مجلس إدارة لفرع نقابة الأطباء في السويداء وانتُخبت لأربع سنوات متتالية عضواً للمكتب التنفيذي لنقابة الأطباء في سورية، ودورتين متتاليتين في جمعية أطباء العيون السورية وكذلك عُينت عضو لجنة فحص اختصاص أطباء العيون"
وأضاف " ومن خلال عضويتي في جمعية التراث وتاريخ العلوم التابعة لجامعة حلب عملت على استضافة مؤتمرها السابع عشر في السويداء عام ١٩٩٣ وكان مؤتمراً شديد الأهمية قدمت خلاله بحثين علميين بعنوان (طب العيون عند العرب) و(الكحالة والكحالون) وذلك بحضور علماء عرب وأجانب"
ويتابع "كما قدمت بحثاً توثيقياً عن العمل الطبي في محافظة السويداء خلال القرن الماضي ( المرحلة العثمانية - المرحلة الفرنسية - المرحلة الوطنية ( مدعوماً بالصور والوثائق ) وسينشر في موسوعة الجبل قريباً"
لم تثنهِ أعماله ومسؤولياته الكثيرة عن عمل الخير .. فدعته ميوله الإنسانية لتلبية دعوة الراحل الدكتور نزار ملحس في إنشاء فرع لمنظمة الهلال الأحمر السوري في السويداء عام 1971 كجزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وحول النادي السينمائي في السويداء والذي كان الدكتور الفقيه أحد مؤسسيه يقول: "اهتمامي بالفن والأدب أنا ومجموعة من ذواقي الإبداع دفعنا لإنشاء هذا النادي حيث عرضنا فيه عدداً من الأفلام ودعونا مجموعة نقاد ومخرجين لتقييم هذه الأعمال، وأقمنا معارض فنية لعدد من الرسامين، حيث واكبنا الحركة الأدبية والموسيقية وكانت تجربة ناجحة ومميزة آنذاك"
ومثّل الدكتور كمال نقابة أطباء سورية وجمعية أطباء العيون السورية في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية ونال شهادات تقدير منها في كل من تونس، مصر، الجزائر، السودان، الباكستان، كوبا (مؤتمر الصحة للجميع) وألمانيا وفرنسا وانجلترا والعديد غيرها.
له من الأبناء أربعة رولا طبيبة أخصائية بالتحاليل المخبرية من فرنسا وتعمل في الإمارات، ومعن مدير بنك بيبلوس بالسويداء، ومزنة رئيسة قسم في المديرية العامة للجمارك بدمشق، وربيع منسق ومدير مكتب في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقر عمله في جنيف.
يذكر أن الدكتور كمال نائب رئيس فرع الهلال الأحمر في السويداء حالياً، وكان قد تبرع للعيادة العينية فيه بكافة أجهزتها وأدواتها الطبية ويعمل بها مجاناً بعد أن أحيل للتقاعد...
هذا هو ابن البلد الدكتور كمال الفقيه ....